نشرت صحيفة البلاد، تقريرا صحفيا عن قضية إغلاق مستشفيات الدرن الى جانب طرحها لقضية خطورة مرض الدرن على الفرد والمجتمع ايضا، كان هناك مقال بقلم الكاتب القدير الاستاذ علي خضران القرني نشر بصحيفة “البلاد” وكان بعنوان (د. التركستاني ومرض الدرن) تناول العديد من جوانب المعاناة نتيجة إغلاق مستشفيات الدرن (في الطائف مثلا). ولقد طرحت في نفس الشأن العديد من المقالات بلغت عددها خمسة مقالات، كان اولها، الرعاية المنزلية لمرض الدرن هل هي كافية؟ وآخرها كان بعنوان: مدلولات ونتائج إغلاق منشأة صحية. في مجمل تلك المقالات الخمسة، ناقشت العديد من القضايا العلاجية التي تخص مرضى الدرن (ولمن يرغب في الاطلاع عليها يجد تلك المقالات موجودة بصحيفة البلاد).
ومع كل ذلك الطرح، لم يكن هناك أي رد أو تفاعل سواء من قبل وزارة الصحة (متمثلة في إدارة العلاقات العامة) او حتى من الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة والتي تسعى في خططها الي إحالة مستشفى مدينة الحجاج الى التقاعد والاعتماد فقط في رعايتها لمرضى الدرن على برنامج الرعاية الصحية المنزلية، او حتى رد وتفاعل من قبل المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية بشأن تنويم مريض في حالة اكلينيكية معدية (مقاوم للمضادات الحيوية) في مستشفى عام تعاني من شح او عدم توفر غرف عزل حقيقية ومثالية! هل يتوافق مع معايير السلامة للمريض والعامل والمنشأة الصحية؟
السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه القضية، هل يحق للجنة الشؤون الصحية بمجلس الشورى الموقر مساءلة وزارة الصحة او حتى الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة عن سبب إغلاق مستشفى له دور فعال في تقديم خدمات صحية متكاملة لمرضى الدرن، وتلك الخدمات الصحية لم تتوقف على مدى أربعين عاما ماضية، لماذا يتوقف الان؟ وهل يحق لجهات أخرى مثل هيئة الفساد معرفة اسباب إحالة مستشفى الى التقاعد رغم أنه كان مفعلا وتصرف له ميزانية سنوية لتشغيله؟ لماذا يغلق؟
باختصار، لا اريد تكرار ما كتبته في مقالاتي الخمسة السابقة في هذا الشأن! ولكن الذي أود معرفته، هو سبب صمت وزارة الصحة وعدم تفاعلها مع تلك التقارير والمقالات التي تخص مسألة تنويم مريض مصاب بمرض معدٍ خطير مثل الدرن (وفي حالة مقاومة المضادات الحيوية) بجوار مريض غير معدٍ (قلب، سكر، ضغط، كلي او حروق)! او الرد فيما يخص شان غرف العزل في العديد من منشآتها الصحية، هل هي غرف عزل مثالية؟ وهل هي متوفرة بعدد كاف يغطي الاحتياج؟ وغيرها وغيرها من الأسئلة التي طرحت في هذا الشأن.
ماجستير علم المناعة والحساسية
دكتوراه علم العدوى والمناعة