الدولية

إعلاميون خلف قضبان الحوثي

القاهرة – محمد عمر

مازالت المليشيات الحوثية ذراع إيران في اليمن تواصل انتهاكاتها بحق الشعب اليمني عامة والإعلاميين خاصة، ومع حلول اليوم الـ 10 من ديسمبر يكون الصحافي المختطف توفيق المنصوري قد قضى 2136 يومًا في سجون عدة لميليشيا الحوثي الانقلابية، وتخشى أسرته على حياته بعدما تدهورت حالته الصحية بشكل مريع ، خاصة منذ مطلع أكتوبر الماضي مع نقله وزملائه المعتقلين من سجن الأمن السياسي إلى سجن معسكر الأمن المركزي.
وبحسب أسرته، تعرض الصحافي توفيق المنصوري أثناء فترة اختطافه لإخفاء قسري مرات عديدة وبفترات زمنية مختلفة في عدد من أماكن الاحتجاز بصنعاء، عانى فيها من أساليب وحشية في التعذيب النفسي والجسدي وسوء المعاملة والتغذية وإنعدام الرعاية الصحية، ما تسبب بإصابته بعدة أمراض مزمنة منها الربو وضيق التنفس وروماتيزم القلب والسكري والبروستات، الأخطر من ذلك كما تؤكد أسرته أن أعراض الفشل الكلوي بدأت تظهر عليه، وهو ما يهدد حياته في ظل انعدام أدنى اهتمام أو رعاية صحية، بل تعمل الميليشيا على دفعه لحافة الموت بمنع إسعافه أو دخول الأدوية له، للإدعاء بأن الوفاة طبيعية.

الطفلة توكل بنت الصحافي توفيق المنصوري المختطف لدى ميليشيا الحوثي تدرس هذه السنة في الصف السادس الابتدائي، 5 أعوام ونصف العام لم تلتق والدها، قالت أمام جلسة استماع للصحافيين الخمسة الذين أفرجت المليشيات الحوثية عنهم في صفقة تبادل رعتها الأمم المتحدة مع الحكومة الشرعية منتصف أكتوبر الماضي، إنها هذه الأعوام كانت تأمل أن يرى والدها نتائج امتحاناتها. يشتاق ” ثائر “(الابن الثاني لتوفيق) لوالده ولا يجد شيئا يشبع اشتياقه إلى رؤيته سوى تلفون والدته الذي يأخذه ويبدأ بالتنقل بين الصور ويحدق في إحدى تلك الصور بتمعن، يطيل النظر، ويقرب الصورة أكثر حتى تقترب فتمتلئ شاشة الهاتف بوجه والده، ويمتلئ قلب ثائر بالشوق والحنين لحضنه واستنشاق رائحته . نوران ( ابنة توفيق الصغيرة) كانت لا تزال بعمر ستة أشهر عند اختطافه، تشارك الآن وقد بلغ عمرها ستة أعوام، في وقفات للمطالبة بإطلاق سراح والدها، وتردد على الأرصفة وتحت الشمس والمطر هتافات لا تعيها.

وأم توفيق المسنة الصابرة أصابتها أمراض مزمنة وخطيرة منذ اعتقاله، مثل السكري والضغط، وإذا وصلها خبر عن وضع توفيق تزداد حالتها الصحية سوءًا، أما أبوه فتوفي في يونيو الماضي بعد تدهور حالته الصحية منذ اختطاف توفيق، وبالذات بعد اصدار ميليشيا الحوثي قرارًا بإعدامه وثلاثه من زملائه الصحافيين، ما انعكس سلبًا على صحته واثر على جهازه المناعي في مقاومة فيروس كورونا، وتسبب في وفاته مغلوبًا ومقهورًا ومنتظرًا فلذة كبده توفيق.

في 9 يونيو2015، اختطفت ميليشيا الحوثي تسعة صحافيين من فندق بصنعاء، كانوا يتواجدون فيه ليتسنى لهم القيام بمهنتهم الصحافية وكشف الحقيقة في الوقت الذي كانت الدولة مسلوبة الإرادة، تعرضوا للاخفاء القسري وكان توفيق المنصوري أحدهم.
وتؤكد أسرة توفيق المنصوري أنه لا يوجد سبب لاعتقاله غير أنه صحافي، يعمل في صحيفة المصدر اليومية، إلا أن الميليشيا الحوثية تسوق قائمة من الاتهامات الملفقة بلا أي أدلة لإدانة الصحافيين والناشطين والمناوئين لها، إذ زعمت في قرارها الأخير في أبريل الماضي بإعدام توفيق وزملائه، عبدالخالق عمران وحارث حميد وأكرم الوليدي، اتهامات بنشر أخبار كاذبة دون أدلة. وتضيف الأسرة أنها تعيش في يوميات أوجاع وأحزان لا تنتهي ولا تتوقف منذ اعتقال توفيق، معاناة ونزوح وقلق وعجز، كل يوم يمر عليهم بأخبار مفجعة عنه وصحته وتدهورها، وعن المعاملة القاسية والحرمان من أبسط حقوقه داخل السجن، تتحمل الأسرة كل هذه الأخبار والمعاناة، ومعها أساليب ميليشيا الحوثي بإرهابهم وتهديدهم، وعدم السماح بزيارته، إذ كانت آخر زيارة في أغسطس الماضي، والسابقة منذ ثلاث سنوات تقريبًا، وحتى ترفض الميليشيا إدخال العلاجات الطارئة له.
وتطالب أسرة توفيق المنصوري الصحافي المختطف منذ 2136 يومًا في سجون ميليشيا الحوثي الانقلابية برؤية ابنها بينهم، وتقول العالم يتضامن ويندد ويطالب بإطلاق سراح توفيق وزملائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *