الرياضة

الذكريات الجميلة للخيل تعيد نفسها في حكاية البطل “علم”

الرياض : البلاد

الخيل بشموخها وعزها كرياضة نبيلة وما تحمله من معانٍ سامية متعددة، ترسخ في حياة مَن يعشقها أعلى درجات الحب؛ لذلك تبقى خالدةً في ذاكرة لا تموت، وطاغيةً بحضورها الذهني المستمر ضمن أحاديث وقصص أهل الخيل؛ فتأخذ حقها من التأمل؛ طمعاً في استرجاع نشوة فرح سابقة لا تُنسى.

وإن أولى الخطوات لمالك الخيل عند اقتنائه لجواد جديد أنه يأمل فيه النجومية، والتفكير والبحث بهدوء عن اسم لهذا الجواد؛ فتلمع هنا صور ومشاهد لانتصارات الأساطير تارةً، ولنجوم من الخيل التي رافقت مالكها تارةً أخرى. ومع اشتعال فتيل الحنين هذا يكون السبب الأول جلياً؛ لوجود اسم واحد لأكثر من جواد يملكه ذلك العاشق أو الفارس طوال حياته.

وليكون المشهد بين سطور هذه القصة سبب تسمية الجواد المستقطب من أمريكا للسباقات السعودية “بريميوم تاب” عام 2007م، للإسطبل الأبيض لأبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي عرف باسم “علم” بتسمية خاصة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله-؛ على اسم جواد سابق من أبرز خيله وأحبها لقلبه في شبابه.

وبفراسة ومعرفة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وبراعته في علوم الخيل، ونظرته النادرة في وصف الخيل وانتقائها؛ جاء الجواد الحديث “علم” على قدر ثقته في إطلاق هذا الاسم عليه؛ فكان مشواره مميزاً في أولى مشاركاته ضمن السباقات السعودية في ميدان الملك عبدالعزيز بالجنادرية، ليقدم كؤوس الذهب التي لطالما اعتادها الإسطبل الأبيض.

وفيما توّج بكأس خادم الحرمين الشريفين للفئة الأولى، توجه في العام ذاته للمشاركة في سباق كأس دبي العالمية بمضمار “ندا الشبا” وحل في المركز الثاني بفارق بسيط عن صاحب المركز الأول “إنفيزور”، فعاد إلى السعودية ليأخذ فترة استراحة للموسم الذي يليه، وحقق بعدها أربعة انتصارات، منها كأس ولي العهد للفئة الثانية، وأتم الخمسة دون أن يتذوق الهزيمة بالميدان السعودي.

وبعد أن أتم “علم” مسيرته في السباقات عام 2008م، استكمل مشواره في عمليات التوليد بمزرعة الجنادرية؛ المغذي الرئيسي للإسطبل الأبيض للسباقات، وقدم الكثير من أبنائه الأبطال، في مقدمتهم الفرس الرائعة “كافلة” التي حققت تاج البطولات السعودية “كأس المؤسس”، والجواد “ابن النفيس” بطل كأسي الملك سعود وولي العهد، والجواد “عيثوم” الفائز بكأس بطل الميدان، والكثير من الأسماء المميزة التي سجلت لها حضوراً مميزاً في السباقات السعودية، ليبلغ حتى هذه اللحظة عدد مشاركات أبنائه أكثر من 1387 مشاركة، تحقق الفوز خلالها في 234 سباقاً.

وامتدت محبة هذا الاسم وقصته في قلب فارس الخيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- في إسهامها لاستقطاب أمه الفرس الأمريكية المعروفة “بريميوم رد” لدعم مزرعة الجنادرية لتوليد الخيل؛ لتنجب عدداً من إخوته الفائزين بالميدان السعودي؛ منهم صاحب الانتصارات الأربعة الجواد “المركز العالي”، والفرس “منبثقة” الفائزة بسباقين.

وتجدر الإشارة إلى أن الجواد “علم” يحمل سجلاً مميزاً في السباقات الأمريكية قبل انضمامه لعرين الإسطبل الأبيض، حيث حقق الفوز عام 2005م بسباق “وود ورد ستيكس” للفئة الأولى، وكذلك فوزه بسباق “كلارك هانديكاب” للفئة الأولى، وحل ثانياً في سباق “بريدرزكب كلاسيك” للفئة الأولى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *