من فضائل جائحة كورونا أنها اشعلت العقل البشري وجعلته أكثر ابداعا وسرعة وجرأة في التجاوب مع الأحداث الجسام التي كانت من نتاجها.
ومن تلك الفضائل أن العقل البشري أدرك أهمية التسريع في ابتكار وإنتاج روبوتات متنوعة تشارك بني البشر في الجنس واللون والوظائف ..وبعد أن كانت البشرية تصنف على أنها ذكر أو أنثى اصبح اليوم هناك جنس ثالث وهو الروبوت الشبيه بالإنسان . !!
هناك طفرة قادمة في صناعة الروبوتات الشبيهة بالإنسان في الشكل والجسم والحركة والصوت وتعابير الجسد .. والجديد في الأمر أن هذا الروبوت سيكون ذكيا قادرا على التعلم ويتطور مع التجارب والخبرات مثله مثل الإنسان تماما ..
وأزعم ان دخول الروبوتات معترك الحياة سواءً كانت مكملة أو منافسة للبشر سيغير حياتنا بشكل جذري .. وأرى أن الأولوية في صناعة قدرات الروبوتات ستكون لخدمة الإنسان في المنازل ومساعدة ذوي الإحتياجات الخاصة في حركتهم وتنقلاتهم وتلبية إحتياجاتهم المعيشية اليومية والعلاجية وإقتحام المهام الخطرة التي لا يستطيع الانسان مواجهتها بجسده وغيرها الكثير ..
تكنولوجيا الروبوتات وتطورها ستؤثر على التركيبة الثقافية والإجتماعية والسلوكية والنفسية للسكان بكل أعمارهم وأجناسهم وأوساطهم .. وستعيد تشكيل عاداتهم ومهارتهم وتقاليدهم ..
هذه التكنولوجيا ستفرز نمطا مختلفا من الثقافة والعواطف والذكاء الإجتماعي .. وستتحول في المستقبل إلى مخلوقات أو كيانات شبيهة بالبشر .. وسيكون التصاقنا بها وثيقا .. تماما كما نفعل اليوم مع هواتفنا الذكية حيث أنها فصلتنا عن المجتمع والأصدقاء والأحباب وأصبحت هي الصديق والرفيق في كل الأحوال والأوقات بل جعلتنا نعيش في عوالم إفتراضية ..
وهكذا سيكون هناك تآلف وتناغم وتضاد بين البشر والروبوتات بكل أنواعها .. والتي ستصبح جزءا من التكوين البشري للمجتمعات.. وستفرز حالة إجتماعية وسلوكية مختلفة عما تعودنا عليه نحن البشر ..
ويعكف العلماء الآن على تطوير صناعة ـ روبوتات إنسانية ـ بتكوينها الفيسيولوجي الداخلي حيث ستوظف تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد لصناعة هياكل عظمية مثيلة للإنسان وستزرع فيها شرائح إلكترونية من ـ مواد بايوتكنولوجية ـ بحيث تؤدي حركات الإنسان الطبيعية بنسب عالية من الإتقان الحركي الطبيعي ..
الطفرة القادمة في صناعة الروبوتات الشبيهة بالبشر تكمن في مظهرها الخارجي وحركاتها الطبيعية وذكائها المتطور وقدرتها على التواصل والتفاعل مع البشر بلغاتهم المتعددة .. ويمكن للروبوت أن يمثل صاحبه أو ينوب عنه في حضور الإجتماعات وإتخاذ القرارات بكل أنواعها العملية والخاصة حيث يتلقى التعليمات عن طريق تقنيات التخاطر والتواصل الآلي ..
وستكون للروبوتات هوية وشخصية وسمات خاصة بها .. ولديها القدرة على التواصل مع جنسها الروبوتي إما بلغتنا أو لغة خاصة بها .. وهنا يقع الفأس في الرأس.