جدة – خالد مرضاح
ما أن شرعت لهن الأبواب، لم تتوانَ السيدات السعوديات في نثر إبداعهن في مجالات مختلفة، ليسجلن نجاحات منقطعة النظير حتى في تلك المجالات التي طالما تميز فيها أقرانهن من الرجال، فبين فينة وأخرى تظهر مبدعة صاغت مهاراتها فيما تعشقه لتخرج ما في مكنونها من إبداع.
رزان الغامدي (24 عاما) إحدى السيدات السعوديات اللاتي خضن معركة إثبات الذات، حولت شغفها بالإلكترونيات إلى واقع آخر بعد أن أخذت على عاتقها تطوير نفسها في صيانة الجوالات، لتتحول من مجرد مستخدمة للهواتف النقالة إلى مدربة للكثير من مثيلاتها من الفتيات الطموحات على الصيانة عبر فك وتركيب القطع الإلكترونية الداخلية المكونة للجوال.
تكشف رزان عن بدايتها مع ذلك قائلة:” كنت شغوفه بالإلكترونيات منذ صغري حيث كنت استخدم السكين في فكها وإصلاح، وذلك حفزني لفهمها أكثر وسبر أغوارها لاسيما فيما يتعلق بالهواتف النقالة، إذ صممت على تعلم صيانتها نظرا لبعض العوائق التي واجهتني وتواجه الفتيات عند إصلاح هواتفهن كالخصوصية مثلا وغيرها، لذا التحقت بدورة لمدة 3 أشهر في إصلاح وصيانة أجهزة الجوال، بعد بحث مضنٍ في الانترنت عن الصيانة وأدواتها، حتى وجدت شركة مختصة في ذلك، وبعد اتمام الدورة عملت معهم لمدة 6 أشهر بعد اقتناعهم بإتقاني للعمل”.
وتضيف:” في البداية وجدت الدعم من الأهل وخصوصا الوالد الذي شجعني كثيرا ودعمني ووقف معي، وبدأت في تطبيق ما تعلمته عبر الأجهزة المستعملة لأسرتي وأقاربي حتى اتعلم أكثر وأتمرس على العمل الذي أحببته وأتمكن أكثر من تطوير مهاراتي، خصوصاً أنني أعتبر نفسي ما زلت في مرحلة التدريب، كما أن دورة الصيانة ساعدتني كثيرا في فهم تفاصيل دقيقة، ومع الوقت اكتسبت خبرة أكثر حتى أصبحت متقنة للعملية، وأعمل حاليا في الاتصالات تخصص صيانة بجانب إعطاء دورات تدريب للفتيات على صيانة الجوالات، كما استقطبت خريجات حاسب آلي لتعزيز مشروع الدعم الفني، ودربت عدداً منهن، وأتابع الجديد في برامج وتطبيقات أجهزة الاتصالات بشتى أنواعها، لأكون على دراية كاملة بما يحتاجه الجهاز من إصلاح، إضافة إلى البرامج الخاصة بها، إذ استقبل في اليوم العديد من الأجهزة النقالة للصيانة وتمكنت من إصلاحها”.
وتابعت:” حلمي أصبح الآن “حقيقة” وأرغب في تطوير المشروع، خصوصاً مع الثورة الهائلة في تقنية الاتصالات التي اجتاحت العالم، وما نتج منها من تطور في برامج أجهزة الاتصالات والحاسوب، ما جعل كثيراً من المستخدمين يلجأون إلى اختصاصيين في التقنيات، لاسيما النساء اللاتي يُعرفن بشغفهن لأجهزة الاتصالات، حيث أن مشروعي يحقق الخصوصية للمرأة التي ترغب في إصلاح جهازها أمامها بكل شفافية، من دون خوف من تبعات فتح الجهاز، وما يسببه من كشف المعلومات المستخدمة”.
وختمت:” نصيحتي للفتيات أن يقدمن على هذه المهنة لأنها جميلة وسهلة إلا أنها تحتاج للصبر والتأني والتركيز لأن اجزاء الجوال صغيرة وكثيرة، وكل جهاز يختلف عن الآخر، كما أن طموحي تطوير نفسي ومواكبة العصر في كل جديد يخص صيانة الجوالات، واكمال دراستي الجامعية”.