العمل الدولي الجماعي يعني قدراً أكبر من الإرادة المشتركة لمواجهة القضايا والتحديات العالمية ، وهي كثيرة ومتشابكة الأسباب وواسعة التأثير على الاستقرار والسلم وسلامة الشعوب ، ولعل المثال الأقرب لذلك هو جائحة كورونا وما شكلته من تحديات غير مسبوقة وفاتورة صحية واقتصادية باهظة ، تعد الأخطر على العالم أجمع ، وباتت أزمته الأكبر والتي استدعت جهداً جماعياً قادته المملكة العربية السعودية بنجاح مميز خلال رئاستها لمجموعة العشرين ، ونتائج عملية لقمتين تاريخيتين برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، لمواجهة الظرف الاستثنائي والتحدي المشترك الذي فرضته الجائحة على العالم أجمع، الذي يمسك اليوم بخارطة طريق جادة وطموحة لمستقبل أفضل وقدرة أعلى على مواجهة الصدمات ومعالجة الأزمات.
وتحظى السياسة السعودية الفاعلة باهتمام كبير من القيادة الرشيدة، وأكد عليها وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان باستمرار التزام المملكة نحو تعزيز العمل الجماعي ومواصلة النهج المتعدد وتعاونها مع الأمم المتحدة من أجل مواجهة التحديات العالمية والحفاظ على السلام والاستقرار، وتحقيق الرخاء والازدهار للشعوب.
وهذا يعني المضي قدماً على المسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وضمان عدم تخلف أحد عن الركب، وضرورة تعاون منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات المالية ذات الصلة من أجل ضمان معالجة الآثار الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والمالية السلبية للوباء، والعمل نحو تشكيل آفاق جديدة لمعالجة مواطن الضعف التي ظهرت خلال هذه الأزمة.