القاهرة – عمر رأفت
استبقت تركيا العقوبات الأوروبية، وسحبت أمس (الاثنين) سفينة المسح الزلزالي “أوروتش ريس” من منطقة التنقيب من شرق المتوسط، التي تعتبر صلب خلافاتها مع اليونان خلال الفترة الماضية. وأظهر الرئيس التركي، رجب أردوغان، في آخر لقاء له مع أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه، تراجعًا في نبرة تصريحاته ضد الدول الأوروبية؛ إذ قال: إنه يرى بلاده جزءًا من أوروبا، وإن أي مشكلة مع دول أو مؤسسات ما، لا يمكن حلها إلا بـ”الحوار والمفاوضات”.
وفي الوقت الذي سحبت فيه تركيا سفينتها، دعا وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس ألمانيا إلى ممارسة دورها القيادي في الاتحاد الأوروبي ودعم دعوة أثينا لفرض حظر على الأسلحة لتركيا، حسبما ذكرت صحيفة “يوناني ريبورتر”، التي بينت أن دندياس دعا قادة الاتحاد الأوروبي إلى إرسال رسالة واضحة إلى تركيا في اجتماع قمة في ديسمبر الجاري، مؤكدًا أنه “على ألمانيا أن تتفهم التناقض الهائل المتمثل في توفير أسلحة هجومية لدولة تهدد السلام والاستقرار في دولتين عضوين في الاتحاد الأوروبي”،
لافتًا إلى أن اليونان كانت في حيرة من أمرها لفهم إحجام ألمانيا عن استخدام قوتها الهائلة لتقديم مثال واضح على أن الدول يجب أن تحترم القانون الدولي. وتدعو اليونان إلى فرض حظر دولي على مبيعات المعدات العسكرية لتركيا، وتعليق صفقة الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي بسبب الاستفزازات المستمرة من جانب تركيا، بينما اتفق القادة السياسيون في الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على تركيا في قمة ديسمبر إذا فشلت في إنهاء استفزازات أنقرة غير القانونية، وإعطاء فرصة للمحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان.
