القاهرة – محمد عمر
فيما أدان البرلمان العربي المجزرة الدموية التي نفذتها ميليشيا الحوثي الإيرانية في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات من المدنيين الأبرياء، أغلبهم من النساء والأطفال، طالبت وزراة الخارجية اليمنية، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بإدانة الجريمة البشعة، مؤكدة أن هذه الجريمة تعد خرقا صارخا لكافة المبادئ والقوانين الإنسانية والدولية، وهي امتداد للانتهاكات العديدة التي تنتهجها الميليشيا بحق المدنيين الأبرياء في كل أرجاء اليمن، وتمثل استمرارًا لانتهاكها لمقتضيات اتفاق الحديدة، مشيرة إلى أن هذه الجريمة البشعة تظهر النوايا الحقيقة لهذه الجماعة الارهابية التي لا تلتزم بأي اتفاقيات ولا تحترم أي أعراف إنسانية أو قوانين دولية.
وأعربت الوزارة عن إدانتها بأشد العبارات لهذا الاستهداف الدموي، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ووضع حد لاستمرار هذه الجرائم التي ترتكبها الميليشيا بحق المدنيين في مختلف المحافظات اليمنية الحكومة اليمنية، وطالبت المجتمع الدولي بإدانة جريمة الميليشيا الحوثية بحق المدنيين في الدريهمي، بينما أكد البرلمان العربي خلال اجتماعه أمس برئاسة عادل بن عبد الرحمن العسومي، أن هذه الجريمة تأتي امتداداً للجرائم والاعتداءات الإرهابية التي تقوم بها ميليشيا الحوثي الانقلابية بحق المدنيين الأبرياء، ما يمثل انتهاكاً جسيماً وتحدياً سافراً لكافة الأعراف والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية وخاصة القانون الدولي الإنساني الذي يضمن حماية المدنيين، مُشدداً على أن هذه الجرائم تستوجب محاكمة عاجلة لمرتكبيها، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والفوري واتخاذ مواقف حاسمة لوقف هذه الجرائم الإرهابية الجبانة. وشدد مكتب البرلمان العربي على تضامن ووقوف البرلمان العربي التام مع الجمهورية اليمنية ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات للتصدي للجرائم والأعمال الإرهابية التي تقوم بها ميليشيا الحوثي الانقلابية. وفي السياق، أدانت منظمة سام للحقوق والحريات في جنيف المجزرة الحوثية ضد المدنيين في الدريهمي، مؤكدة أن الميليشيا تقتل المدنيين عمدًا في كل مكان باليمن، خاصة في محافظة الحديدة.
وقالت المنظمة إن الحياة في محافظة الحديدة أصبحت مهددة بسلاح الحوثيين الذي يستهدف جزءًا من سكان المدينة بالقصف ويتعامل مع بقية السكان كرهائن. وأكدت أن هذه الجرائم انتهاك خطير لقوانين الحرب، مشيرة إلى أنها ترقى إلى جرائم حرب تستوجب المساءلة الجنائية، حيث إن استمرارها بشكل يومي يؤكد الاستهداف المتعمد والممنهج لمثل هذه التصرفات، داعية الأمم المتحدة إلى القيام بتحرك يناسب حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في محافظة الحديدة. من جهة ثانية، كشف تقرير صادر عن تحالف رصد الحقوقي، أن 1635 مختطفًا مدنيًا في سجون ميليشيا الحوثي تعرضوا للتعذيب النفسي والجسدي، مؤكدا أن المختطفين تعرضوا لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والمعاملة القاسية، داخل سجون الميليشيا الحوثية، بينهم 109 أطفال، و33 امرأة، و78 مسنًا، موزعين على 17 محافظة يمنية. ووثق التقرير، تعرض 1427 مختطفًا للتعذيب النفسي والجسدي، بينهم 101 طفل، و24 امرأة، إضافة إلى تعرض 208 مختطفين لأشد وأقسى أنواع التعذيب المفضي إلى الموت، بينهم 8 أطفال، و9 نساء، و15 مسنًا، موضحا أن التعذيب أصاب بعض المختطفين بشلل كلي ونصفي، فيما أصاب البعض الآخر بأمراض مزمنة وفقدان للذاكرة وإعاقات بصرية وسمعية،
كما أن البعض منهم فارق الحياة داخل الزنازين تحت سياط التعذيب، والبعض الآخر توفي نتيجة الإهمال وتدهور حالته الصحية، في ظل الحرمان المستمر من تلقي العلاج، بالإضافة إلى أن عددًا منهم تعرضوا للتصفية الجسدية داخل سجون الميليشيا، أو دفعتهم قسوة وبشاعة التعذيب إلى الانتحار. إلى ذلك، صرح المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد الركن تركي المالكي، أن المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران أطلقت أمس، صاروخاً بالستياً من محافظة عمران باستخدام الأعيان المدنية لمكان الإطلاق وسقط بعد إطلاقه داخل الأراضي اليمنية في محافظة صعدة، مبينا استمرار المليشيا الحوثية بانتهاكها للقانون الدولي الإنساني بإطلاق الصواريخ البالستية وسقوطها عشوائياً على المدنيين وكذلك التجمعات السكانية والتي تهدد حياة المئات من المدنيين، مؤكداً أن قيادة القوات المشتركة للتحالف مستمرة في اتخاذ الإجراءات الصارمة والرادعة لتحييد وتدمير هذه القدرات النوعية لحماية المدنيين بالداخل اليمني، وحماية الأمن الإقليمي والدولي.