جدة : رانيه الوجيه – نجود النهدي .
مكة المكرمة : احمد الاحمدي. الدمام : حمود الزهراني. ابها : مرعي عسيري
مع بدء الموجة الثانية للجائحة العالمية، فوجئ المدعوون في أحد قصور الأفراح بتجاوز التعليمات والإجراءات الاحترازية ، وحضور أعداد كبيرة من الأقارب والأصدقاء وأسرهم؛ ما جعلهم يعتذرون عن حضور المناسبة؛ خوفا على صحتهم. هذا السيناريو يحدث في بعض قصور الأفراح والاستراحات، فضلا عن عدم تطبيق ” المعازيم ” الإجراءات الاحترازية؛ حيث إن هناك بعض أصحاب قصور الأفراح لا يطبقونها الإجراءات.
تقول حصة من جدة: حينما ذهبت مع بناتي في نهاية الأسبوع لحضور مناسبة اجتماعية، فوجئت بعدد كبير من النساء في قصر الأفراح ما دعاني إلى عدم حضور المناسبة خوفا على نفسي وعلى أفراد أسرتي، داعية الجميع إلى ضرورة عدم التهاون، وأن على أصحاب المناسبات ضرورة دعوة العدد الذي حدتته وزارة الصحة خصوصا مع الموجة الثانية من الجائحة العالمية. ورفض عائض من أبها، حضور مناسبة اجتماعية في إحدى الاستراحات، حينما اكتشف أن المعازيم يزيدون عن مائة شخص، وقال سعيد الشهراني من الدمام: إنه تمت دعوته إلى مناسبة اجتماعية في الخبر، وحينما أوقف سيارته بجوار قصر الأفراح، فوجئ بعدد كبير من المعازيم، ما جعله يعتذر عن حضور المناسبة.
والحكايات كثيرة لمن خاف على نفسه وأسرته فآثر الغياب والسلامة ومن تردد ثم حضر، ومن جازف على مضض، داعيا الله أن يحفظ الجميع.
ويبقى السؤال الذي يفرض حضوره وطرحته ” البلاد ” عن الإجراءات والبروتوكولات المعمول بها حاليا في قصور الأفراح .. ولماذا هذا التهاون من مسؤولي الصالات وأصحاب المناسبة، وكذلك من المدعوين. وما العقوبات في حال التجاوز؟
لماذا غاب الالتزام ؟
تقول لميس بنت سعيد الغامدي : في بداية الجائحة كان هناك التزام كبير بالإجراءات، سواء من قبل العاملين في قاعات الأفراح وأيضاً الحضور، حيث كان العدد لا يتجاوز ٥٠ شخصا فقط ، ولكن في الراهن، فإن بعض المستهترين يخرقون الإجراءات الاحترازية ما يستدعي إيقافهم عند حدهم .
ومثلها تقول سارة محمد : للأسف هناك تجاوز من بعض قصور الأفراح في تطبيق الإجراءات الاحترازية؛ لذا يتوجب ايقاع العقوبات بهم .
ومن منظور آخر تقول، ريم عاتق القرني: حضرت مناسبة اجتماعية وكانت العاملات يلبسن الكمامات فيما كانت المدعوات لا يطبقن الإجراءات الاحترازية .
من ناحيتها، قالت هيفاء القحطاني: حضرت زواج لإحدى صديقاتي وللأسف لم يكن هناك أي إجراء احترازي سواء في قياس درجة الحرارة عند الدخول وعدد الحضور كان قليلا، إلا أنه لا يوجد أحد يرتدي كمامة ما عدا أنا وأختي.
من جهة أخرى، تقول نوره العمودي، التي حضرت أخيرا إحدى مناسبات الأفراح في منزل العائلة: لم يكن هناك أي إجراءات احترازية بين الضيوف الحاضرين في المناسبة أو من أصحاب المناسبة ، و كنت الوحيدة التي ترتدي الكمامة في بداية المناسبة، وكان عدد الحضور لايتجاوز الـ 50 شخصا، وأيضا لم يكن هناك أي تباعد بين الأشخاص، داعية إلى ضرورة أن تلتزم قصور الأفراح بالإجراءات الاحترازية ، كما أنه يجب معاقبة كل من يتجاوز البروتوكولات .
المقربون فقط
نوف البيشي تقول : بالنسبة لي أفضل حضور المناسبات في البيوت أكثر من القاعات الخارجية؛ كون المناسبات في البيت تقتصر على المقربين فقط وبالتالي تكون هناك أعداد قليلة من الحضور، ولكن ماتم ملاحظته هو أن الاستهتار بالإجراءات الوقائية طال المناسبات المنزلية، ولفت نظري أن هناك سيدة من الحاضرين كانت ترتدي الكمامة، وعندما رأت أن ليس هناك من يرتديها أزالتها .
عدد محدد
وعلى الجانب الآخر، يقول إبراهيم بدوي صاحب قصر أفراح : نحن لا نسمح بأكثر من العدد المطلوب من المعازيم؛ امتثالا للإجراءات الاحترازية وقد سبق و رفضنا إقامة أفراح تحضرها أعداد كبيرة .
وأضاف: إن حفلات الزواج وغيرها من المناسبات تحولت من القصور إلى المنازل والاكتفاء بدعوة أهل الزوجين، والبعض الآخر يكتفي بيوم المِلكة ويأخذ زوجته.
وبحسب عاملين في قصور الأفراح في أبها فقد تم إرجاع أكثر من 350 ألف ريال للعرسان الذين سبق لهم حجز القصور، بعدما تلقى عدد منهم رسائل بإلغاء وتأجيل مناسباتهم عقب قرار تعليق إقامة المناسبات في صالات الأفراح إلى موعد آخر، تنفيذاً للقرار الذي دخل حيز التنفيذ منذ صدوره، وجاء انطلاقاً من الحرص على صحة المواطنين والمقيمين وضمان سلامتهم في أزمة «كورونا».
سلامة الجميع
وأوضح المختص في الصالات والقصور سعد المشاري، أن تأجيل المناسبات والأفراح إلى وقت لاحق في هذه الظروف قرار استهدف حماية وضمان سلامة الجميع، مشيراً إلى تأثر صالات الأفراح والمناسبات ، وأن الضرورة تقتضي أن يلتزم بالإجراءات الاحترازية ، موضحا أن بعض قصور الأفراح لا تلتزم بالاجراءات وأنه يجب تطبيق القوانين واللوائح ضد المتجاوزين .
إلغاء الحجوزات
ويقول محمد القرفي صاحب قصر أفراح يتسع لأكثر من 500 شخص : ألغيت الكثير من الحجوزات تمشيا مع البروتوكولات الاحترازية .
وفي إطار الحرص، يقول محمد يحيى جبار: تم عقد قراني على ابنة أحد الأسر من رجال ألمع، واحتفلت أسرتها بالمناسبة قبل الجائحة بأشهر وحددت موعد زواجي بعد عيد الفطر، ولكن جاءت كورونا واذا بالأمر صعب فأرسلت لجماعتى وأصدقائي بأنني ألغيت حفل الزواج وحضرناه في أسرتنا فقط رجال ونساء، وتوفر لي الكثير، ولله الحمد.
والتزاما بالتعليمات يقول ناصر بن مبارك صاحب قصر أفراح : بدأنا في استقبال الحجوزات وحددنا لهم العدد والشروط كما هو مطلوب والحقيقة هناك التزام جيد ووعي من الطرفين، وبدورنا لا نقبل أي عدد إضافي من المدعوين .
و يقول الشيخ عبد الله محفوظ : أبلغنا كل من يمت لنا بصلة بضرورة عدم إقامة مناسبات الأعراس في الصالات أثناء الحجر، والبعض أقام زواج مابين الأرحام لايتعدى الرجل وأولاده والتزم الجميع بهذا الأمر وبالنسبة لي ولإخواني، أقمنا زواج لأسرتنا وكان عدد الأفراد لا يتعدى عشرة أشخاص .
التزام الجميع
محمد الربيعان المدير الإعلامي بأمانة منطقة عسير أوضح أنه كانت هناك تعليمات سلامة لقصور الأفراح والاستراحات في عسير واذا خالف صاحب المناسبة يعاقب صاحب القصر والمناسبة، بالتعاون مع رجال الأمن. ولكن الجميع ملتزم، ولله الحمد، وهذا في صالح الجميع .
عشرات الحجوزات
ويتحدث خالد النعمي صاحب قصر أفراح بأبها : حقيقة تضررنا مع الجائحة وكان لدينا عشرات الحجوزات وأعدنا المقدم، وهو نصف المبلغ للجميع، لأن الأمر خارج عن إرادتنا وإرادتهم. وعندما بدأ السماح بفتح قصور الأفراح، بدأنا في استقبال الحجوزات ونشترط على صاحب المناسبة ألا يزيد عدد الرجال عن خمسين ضيفا، وكذا النساء مع الالتزام بالتباعد والكمامة والمعقمات ووجدنا تعاونا ممن حجزوا لدينا وهناك متابعة، ورجال الأمن يشكرون على جهودهم مما يجعل الجميع ملتزمين.
حزم أكثر
وقال علي محمد فلاته: من الملاحظ أن بعض قصور الأفراح لا تلتزم بالعدد المحدد للحضور.. وجولة واحدة على هذه القصور والقاعات المخصصة لإقامة الأفراح والمناسبات المختلفة، تكفي لكي تشاهد العديد من المدعوين يضربون بالاحترازات عرض الحائط، ما يؤكد أن بعض قصور الأفراح لا تطبق الإجراءات؛ لذا يتوجب معاقبة كل من يخالف.
وفي صورة مغايرة، يقول المواطن حامد محمد السالم : منذ بدء السماح بإقامة الأفراح والمناسبات في القصور، وقاعات الاحتفالات، ونحن نرى من خلال حضورنا لهذه المناسبات واستجابة لدعوات الأصدقاء والمعارف وزملاء العمل، نرى التزام القصور وأصحاب المناسبات بالعدد النظامي للمدعوين، الذي لا يتجاوز ٥٠ شخصا من أقرب المقربين لصاحب المناسبة، كما نشاهد في كل مناسبة تواجد رجال الأمن من منسوبي الدوريات الأمنية، وهم يقومون بجولات مكثفة على قصور الأفراح وقاعات الاحتفالات لرصد أي مخالفة وفي حال وجودها تطبق الغرامة المحددة على المخالفين من أصحاب المناسبة٠
وعلى العكس يقول العميد فني متقاعد عبد الرزاق بن عبوش: هناك تجاوزات كثيرة في بعض قصور الأفراح؛ لذا يجب على الجهات الأمنية التأكيد على أصحاب الصالات والقصور والفنادق عدم تجاوز العدد المسموح و القيام بجولات تفتيشية سرية تصاحبها عناصر أمنية نسائية، ووضع عقوبات صارمة على المتسبب، خاصة أصحاب الصالات والفنادق؛ حيث يؤخذ عليهم تعهدات بإبلاغ الجهات الأمنية عند تجاوز العدد المسموح به، وتوضع تعليمات واضحة في مدخل الصالة أنه عند تجاوز العدد المسموح به سيتم استدعاء الجهات الأمنية.
واذا قام صاحب الصالة بتوضيح ذالك في العقد وقام بالابلاغ تصبح العقوبة علي أصحاب الحفل، أما عند التهاون فتقفل الصالة ويغرم صاحبها غرامة رادعة.
والإجراءات الحازمة التي اتخذتها الجهات المختصة في بداية الجائحة كانت وما زالت ناجحة، ويضرب بها المثل ومن هذا المنطلق يجب أن يكون الردع حازما جدا، ويشهر به حتى تؤخذ منه العبرة للآخرين.
شرائح الغرامات المالية للمخالفات
جدد مركز التواصل الحكومي للعمل الإعلامي المشترك، التابع لوزارة الإعلام، التذكير بالعقوبات المالية المستحقة لمخالفة نظام الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا المستجد «COVID-19».
وأوضح مركز التواصل الحكومي للعمل الإعلامي المشترك، أنه يجب على جميع المواطنين والمقيمين بالمملكة والوافدين اتباع الإجراءات الاحترازية، للحماية والوقاية من الإصابة بعدوى جائحة كوفيد-19 ولعدم التعرض للعقوبات المستوجبة عند مخالفة النظام وهي كالتالي:
1000 ريال – عدم لبس الكمامة أو الالتزام بالتباعد الاجتماعي
5000 ريال – تجاوز الأعداد داخل أو خارج المحل التجاري
10000 ريال – مخالفة التجمع العائلي لأكثر من 50 شخصًا في حيز مكاني واحد بنفس الوقت
10000 ريال – عدم توفير المطهرات والمعقمات اللازمة أو عند مخالفة عدم قياس درجات الحرارة عند ارتياد الأماكن العامة
15000 ريال – التجمع غير العائلي لأكثر من 50 شخصًا في حيز مكاني واحد بنفس الوقت
50000 ريال – عقوبة مخالفة تجمع فئة العمالة لأكثر من 5 أشخاص في حيز مكاني واحد بنفس الوقت.
