القاهرة – محمد عمر
في مناورة للتغطية على الاعتداء الإرهابي، الذي نفذته ميليشيا الحوثي باستخدام صاروخ إيراني الصنع على إحدى محطات توزيع المنتجات البترولية بمدينة جدة، الذي يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان لا تستهدف المملكة، بل أمن الطاقة والاقتصاد الدولي، أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أن الميليشيا الحوثية الانقلابية، ذراع إيران في اليمن، وافقت على إرسال المنظمة الأممية خبراء لإجراء عملية فحص وصيانة أولية للناقلة النفطية “صافر” المهجورة قبالة مرفأ الحديدة والمعرّضة لخطر حدوث تسرب نفطي، معربة عن أملها بأن تتمكن من تنفيذ هذه المهمة بنهاية يناير أو مطلع فبراير. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك: إن المنظمة تلقت رسالة رسمية من الحوثيين تشير إلى موافقتهم على مقترحاتها بشأن بعثة خبراء للناقلة النفطية، مضيفًا أنه لا يزال يتعين تحديد الجدول الزمني لإرسال البعثة في ضوء توفير المعدات المطلوبة للفحص والصيانة، وإذا سارت الأمور على ما يرام، فقد يصل الفريق والمعدات إلى الموقع في أواخر يناير أو أوائل فبراير المقبلين. وأوضح دوغاريك أن هدف بعثة الأمم المتحدة هو فحص السفينة وإجراء الصيانة الأولية لها، بالإضافة إلى إعداد توصيات بشأن الإجراءات المستقبلية التي يتعين اتخاذها لتجنب خطر حدوث تسرّب نفطي.
يذكر أن الميليشيا الحوثية الانقلابية تتخذ من خزان صافر النفطي وسيلة لابتزاز المجتمع الدولي لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية ومالية، رغم أن الخزان بمثابة قنبلة موقوته تهدد بكارثة بيئية عالمية، وقد سبق، ووافقت الميليشيا في يونيو الماضي على فحص وصيانة خبراء الأمم المتحدة لصافر، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة عشية بدء الفريق الأممي مهمته. ومنذ سنوات تحاول الأمم المتحدة تأمين ناقلة صافر ومنع حدوث تسرب نفطي كارثي، لكنها تصطدم دائما بتعنت الحوثيين الذين يسيطرون على ميناء الحديدة الراسية قبالته، محمّلة بنحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام، دون الخضوع لأي صيانة منذ 2015، مما تسبب في تآكل هيكلها وتردي حالتها، واحتمال حدوث انفجار أو تسرب حمولتها في مياه البحر الأحمر، ما يهدد بكارثة بيئية عالمية.
ويرى مراقبون أن الموافقة الحوثية تلاعب للفت الأنظار عن العدوان الإرهابي الجبان الذي طال مؤخرًا محطة لتوزيع المنتجات البترولية بجدة، وأن الميليشيا الحوثية الإرهابية تنحني أمام عاصفة الإدانات الدولية الواسعة لممارساتها الإرهابية، وقد تتراجع عن التزاماتها كالعادة في أي وقت، مستمرة في ابتزاز العالم بناقلة صافر. فيما قال العميد فيصل الشعوري قائد مقاومة الجبهة الغربية لمحافظة إب وقائد لواء الحسم سابقا ورئيس اللجنة التحضيرية لتحالف قبائل اليمن الاتحادي: إن إعلان جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران مسؤوليتها عن استهداف محطة لتوزيع النفط في جدة يأتي متزامنا مع اعتزام إدارة ترمب تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية . وقال مدير الإعلام بقعطبة بمحافظة الضالع علي عميران: إن استهداف ميليشيا الحوثي الانقلابية الإرهابية لمنشأة النفط السعودية بجدة وتهديد العالم بخزان صافر يرقى إلى جرائم الحرب، ويوفر الأدلة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة للتسريع بإدراج الميليشيا ضمن قوائم الجماعات الإرهابية ، موضحا أن تصنيف “الحوثي” منظمة إرهابية أمر طبيعي؛ لأن الحرس الثوري الإيراني الذي يديرها ويدعمها بسلاح العدوان مصنف لدى الخزانة الأمريكية كمنظمة إرهابية.