تقول لديه ٦٠ بطولة، منها ٧ بطولات آسيوية، وهو الفريق الأكثر تحقيقًا للدوري، والأقوى والمرشح الدائم للبطولات، والأجهز في كل المراحل، بل هو الثابت والبقية متحركون؛ بفضل امتلاكه لأفضل اللاعبين محليين وأجانب، ولهذا لم يغادر المقدمة منذ ٢٥ موسما، ورغم ذلك كله، يخرج البعض، ويقلل من كل ماذكرته، تارة بظلم التحكيم وتارة بالدعم الخفي المزعوم، جعله يتربع على القمة.
حينما يأتي دور كرة القدم يأتي هذا الهلال على الألسن، ويأتون جميعا في اتجاه مغاير. تتحدث بلسان المحايد من بعيد عما تراه حقيقة، وماتراه واقعا، تتحدث بالمنطق وبالأدلة والشواهد. ورغم ذلك كله، يستمر الجدل العقيم.. الهلال مدعوم. الهلال ينتصر بالظلم.
تتحدث مع أهلاوي عن وضع فريقه، وكيف يتجاوز ظروفه، ويسعد محبيه فيصدمك بقوله: أصلا الهلال سبب تدهور الأهلي، وأخذوا كأس المؤسس بالتحكيم.
تتحدث مع النصراوي تقول له: النصر جيد، ويملك عناصر قوية ويستطيع المنافسة وتحقيق البطولات فيصدمك بقوله: أصلا الهلال سيكون البطل. فالمنتخب كله من الهلال، والتحكيم مع الهلال، والإعلام مع الهلال.
تتحدث مع الاتحادي ياعزيزي .. الاتحاد (مشيت أموره) وتغير كثيرا. وأصبح الفريق يفوز، وسيكون أفضل فيصدمك بقوله: أصلا الهلال سبب نكبات الاتحاد. هم من تسببوا في ابتعاد البلوي. هم من سلبوا الدوري بيد النزهان. تقول له: هذا كلام له عشرون سنة.
معقولة الهلال سبب تدهور الأندية كل هذه السنين؟! تحاول وتحاول وتحاول.. تقنع من تواجهه أن البطولات متاحة للجميع، ولو كان الهلال بكل هذا الدعم والقوة ماحقق الاتحاد بعد يد النزهان دوري أبطال آسيا مرتين، والدوري بعد رحيل منصور البلوي، وكأس الملك أمام الهلال بعد رحيل منصور، وكأس ولي العهد بعد رحيل منصور، ولما حقق الفتح الدوري، وماحقق النصر ٣ دوري آخر ٦ سنوات، وماحقق الأهلي الثلاثية، وماحقق الشباب دوري وسوبر، وماحقق التعاون كأس الملك.
ويطوووووووول الحديث في أغلب المجالس ومعظم البرامج ولقاءات الأصدقاء والأحبة والحديث عن الظلم والتحكيم والدعم.
كان صديقي ذات يوما في مجلس ممتلئ بمحبي كرة القدم، وكان الحديث صاخبا عن الهلال والاتحاد والنصر والأهلي والشباب وعن كل مايخص كرة القدم وأجوائها وتفاصيلها خرجنا سويا في سيارة واحدة قلت له يا صديقي: أنصحك، لا تظلم نفسك وأنت تعيش وسط فكر المؤامرات وأنها سبب سطوة الهلال وتراجع فريقك، قال لي قبل مغادرته: أهم شي أني (أكره الهلال) وسألني: أنت ليش ماتكره الهلال؟! ضحكت وقلت له: أنا أحمد الله أن وهبني عقلا أعيش به بسلام.
أفكر وأعرف كل مايدور حولي وأعرف اين الحقيقة وأين الكلام الفاضي. بالمناسبة ..الذين يشبهون صديقي كثيرون جدا. فلن تجد أفضل من أن تكون هادئا أمام أي ضجيج تعيشه، وتأكد دائما أن (الحق واضح) لا يحتاج صوتا عاليا. ابتسموا وعيشوا بسلام وقلوب صافية.