جدة – البلاد
تستضيف المملكة العربية السعودية يومي السبت والأحد القادمين، قمة قادة دول مجموعة العشرين للعام 2020، التي ستعقد في الرياض بشكل افتراضي، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وذلك في ضوء الأوضاع العالمية المرتبطة بجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).
وستركز القمة على حماية الأرواح واستعادة النمو من خلال التعامل مع الجائحة وتجاوزها، والتعافي بشكل أفضل، ودعم الجهود الدولية من أجل اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع من خلال تمكين الأفراد وحماية كوكب الأرض، وتسخير الابتكارات لتشكيل آفاق جديدة.
وتكمن أهمية المجموعة، ليس فقط على المستوى الاقتصادي والتعاون فيما بينها، بل تؤثر قرارات وتوصيات القادة، وما تسفر عنه اجتماعات المجموعة من نتائج إيجابية حاضرًا ومستقبلًا على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية؛ كون الاقتصاد هو المحرك الرئيس للسياسة التي قد تنعكس سلبًا أو إيجابًا على الحياة الاجتماعية للشعوب.
وتعد المملكة العضو العربي الوحيد في المجموعة، نظرًا لدورها البارز وتأثيرها على كافة الأصعدة، وباعتبار الاقتصاد السعودي الأكبر في المنطقة ويمثل ترتيبا متقدما بين دول المجموعة. ومنذ انضمامها، تشارك المملكة بدور فاعل في اجتماعاتها وجهودها ، وصولا إلى قيادتها لهذه المنظومة الأكثر تأثيرا في معالجة قضايا العالم الاقتصادية والتجارية، وتشكيل توجهات الاقتصاد العالمي؛ حيث سجل هذا الانضمام اعترافاً بأهمية المملكة الاقتصادية، ليس في الوقت الحاضر فقط، وإنما في المستقبل أيضاً، وتعطي العضوية في هذه المجموعة للمملكة قوة ونفوذاً سياسياً واقتصادياً ومعنوياً كبيراً يجعلها طرفاً مؤثراً في صنع السياسات الاقتصادية العالمية، التي تؤثر في اقتصاد المملكة واقتصادات دول المنطقة.
مشاركات فاعلة
بدأت قمة العشرين أول اجتماعاتها في العاصمة الأمريكية واشنطن في شهر نوفمبر من عام 2008، بمشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وقادة دول المجموعة، وصدر عن اجتماع القمة بيان حول الإصلاحات التي يحتاج إليها النظام المالي العالمي. وعقدت القمة التالية في مدينة برزبين الأسترالية بمشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، وأكد -حفظه الله- حرص المملكة على تعزيز دورها الفاعل في مجموعة العشرين، المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي بين دول المجموعة، واهتمام المملكة بما يطرح في إطارها من قضايا؛ حرصاً منها على نمو الاقتصاد العالمي واستقراره بما يحقق مصالح الجميع.
وشهدت مدينة أنطاليا التركية عام 2015م انعقاد القمة على مستوى القادة، بمشاركة خادم الحرمين الشريفين، وأكد حفظه الله، في كلمته أمام القمة ضرورة مُضاعفةِ المُجتمعِ الدولي لجهودهِ لاجتثاثِ آفةِ الإرهاب الخطيرةِ ولتخليصِ العالمِ مِن شُرورها التي تُهدِدُ السِلمَ والأمنَ العالميينِ.
وفي سبتمبر 2016م انعقدت قمة قادة دول مجموعة العشرين، في مدينة هانغجو بجمهورية الصين الشعبية.
ورأس وفد المملكة إلى القمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حينما كان وليًا لولي العهد آن ذاك.
وقد التقى سموه على هامش انعقاد القمة بكل من الرئيس الإندونيسي ، ورئيسة وزراء بريطانيا السيدة تريزا ماي، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ورئيس وزراء جمهورية الهند ناريندرا مودي، والرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، وجرى خلال الاجتماعات استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وهذه الدول الصديقة.
وفي يونيو من العام الماضي2019 ، رأس سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وفد المملكة المشارك في أعمال القمة الرابعة عشرة لمجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية، وألقى كلمة في الجلسة الختامية أكد فيها أن الحاجة أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى لتعزيز التعاون والتنسيق الدوليين والحوار الموسع، في ضوء ما يواجه العالم اليوم من تحدياتٍ متداخلةٍ ومعقدة، وكذلك أهمية تمكين المرأة والشباب وتشجيع رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة. وهاهي المملكة تتوج دورها الملهم بقمة مجموعة العشرين ، بعد قمة مارس الاستثنائية ومبادراتها التاريخية لتجاوز تحديات أزمة الجائحة ، فالعالم على موعد غدا السبت مع خارطة طريق واضحة وواثقة في الانطلاق، نحو استعادة النمو العالمي، ومستقبل أكثر أمنا في الصحة والاقتصاد.