تحل علينا في هذه الأيام الجميلة فرحة مجيدة، ومناسبة غالية، تجسد مسيرة الحب والمنجزات. إنها ذكرى البيعة السادسة المباركة. بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، ولذلك يحتفي شعب المملكة بهذه المناسبة بقلوب محبة مطمئنة شغوفة بالإنجازات ممتنة لخير العطاء، في مجالات الحياة كافة؛ يلامسون بحواسهم التطور الذي تشهده أجهزة ومؤسسات الدولة في مختلف أنحاء المملكة، ويسعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – أيده الله – بكل قوة وعزم وحزم؛ من خلال ورش العمل الكبرى إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن الذي يبادله الحب والولاء في صورة جسدت أسمى معاني التفاف الرعية حول الراعي .
وقد شهدت المملكة منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله، المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة؛ تشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته، ما وضعها في رقم جديد بين دول العالم المتقدمة .
في عهد خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، حققت المملكة العديد من المنجزات والنجاحات العالمية والحضور السياسي المتميز، فنهضتها تنموية شاملة، ويتطلع الشعب السعودي إلى الاحتفال خلال الأعوام المقبلة باستكمال تنفيذ عدد من المشاريع التنموية المهمة والكبيرة، التي بدأ تنفيذها فعلا؛ ومنها مشروع “نيوم والقدية والبحر الأحمر” التي تسعى الحكومة السعودية من خلالها إلى تعزيز مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية.
وقد شهدت المملكة منذ تأسيسها تطورا كبيرا في جميع النواحي، ومنها الصحية حيث يقدم 2393 مركزا للرعاية الصحية الأولية خدماته لأبناء المملكة، فيما بلغ عدد المستشفيات 282 مستشفى في جميع التخصصات بسعة 43 ألف سرير، فيما يشهد قطاع التعليم اهتماما بالغا من قبل الحكومة السعودية، بتقديم التعليم المجاني لجميع المراحل من الروضة حتى التعليم الجامعي من خلال 28 جامعة ومعاهد تقنية وخطط الابتعاث الخارجي.
يستذكر أبناء المملكة هذه المناسبة الغالية، وهم يعيشون في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، واقعا مزدهرا وحافلا بالمشروعات الطموحة والكبيرة على جميع الأصعدة التعليمية والصحية والصناعية والعسكرية والسياحية والاقتصادية والتجارية والرياضية والتنمية البشرية .
وتحظى المملكة بمكانة إقليمية ودولية رفيعة قائمة على استراتيجية الإصلاح والتطوير؛ إذ تشكل صمام أمان للمنطقة العربية والإسلامية بما تمتلكه من ثقل سياسي؛ أهلها للعب دور بارز في حفظ استقرار الشرق الأوسط، لاسيما أنها حاضنة الحرمين الشريفين والدولة ذات القوة السياسية والاقتصادية ، ما أسهم بشكل واضح في حفظ التوازنات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم، ولعل ترؤس المملكة مجموعة دول العشرين خير دليل على مكانتها وثقلها على الساحة العالمية . وداخليا، أولت المملكة اهتماما كبيرا لقطاع النقل والمواصلات لاسيما مع مساحتها الشاسعة ، حيث بلغ طول الطرق التي تربط المدن الرئيسة ببعضها 66 ألف كيلومتر، وتمتلك السعودية 28 مطارا منها 5 دولية و 13 مطارا إقليميا، و10 مطارات محلية بالإضافة إلى 9 موانئ بحرية، وكذلك 18 قطاراً بعربات حديثة للركاب وعربات الشحن.
وتسعى المملكة، التي تعد من الدول الخمس الأكبر في العالم من حيث الإنفاق العسكري، من خلال تأسيسها للشركة السعودية للصناعات العسكرية، كخطوة طموحة ضمن استراتيجية المملكة إلى توطين صناعاتها العسكرية والارتقاء بها للمعايير العالمية .
اقتصاد واعد وفق الرؤية الاستراتيجية 2030
حققت المملكة العربية السعودية إنجازات على الأصعدة الاقتصادية والمالية كافة ، وهي ما تؤكده المؤشرات الاقتصادية الإيجابية التي تحققت بفضل العديد من المشروعات التنموية الضخمة، التي تقف شاهدة على تقدم ورقي المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، برؤية 2030 الطموحة وبرامجها الوطنية، التي تقود البلاد إلى تحقيق قفزات ونجاحات حضارية متعددة في جميع المجالات . إضافة إلى ذلك، تواصل المملكة مسيرة التطور والنمو، وحققت الإنجازات في مختلف القطاعات العامة والخاصة ومنها العلوم والتقنية والابتكار، بما سيسهم في نمو المملكة وتطورها تحقيقا لرؤية 2030 ، وسجلت حضوراً قوياً باستضافتها مجموعة العشرين هذا العام (2020) وشهدت نجاحات في عقد الاجتماعات الأولية عن بعد بسبب جائحة كورونا .
أسأل الله عز وجل، في هذه الذكرى الغالية أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ويمتعهما بالصحة والعافية لاستكمال خطوات الإصلاح الاقتصادي الرائدة؛ لنهضة هذا الوطن الكبير المعطاء؛ للمحافظة على أمنه وقيمه وإنجازاته.
وبالله التوفيق ،،،
• رئيس جمعية خيركم