يغبطنا الكثيرون على الانتماء إلى بلاد الأمن والأمان. الإنسان هو العنوان للإسلام والسلام ، بلادٌ ارتبط اسم ملكها بالمروءة والشجاعة وصفات الكرام ، وامتزجت ملامحه بالحزم والعزم ومبادرات الرفاهية والإحسان، لا يختلف اثنان على تمتعه بالشفافية المطلقة والتواضع الجم، ومناداته للحق والعدالة وتحطيم أسوار الظلام.
يتمنى الكثيرون العيش تحت كنف مليك بلادنا رجل الأمان ، صاحب البصمات الخالدة عبر الزمان، قلبه ينبض بحب المسلمين في كل مكان؛ حيث تتعدى لمساته الحانية حدود وطنه لتصل إلى بقاع المعمورة أينما يكون الإنسان.
فمنذ أن تشكل عصب الاقتصاد السعودي برؤية المغفور له، بإذن الله، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- طيب الله ثراه – ومن بعده واصل البناء الأبناء، واستكمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه – الخطوات الجبارة التي بدأها الآباء والأجداد نحو آفاق المستقبل. وبفضل الله تعالى، انعكست على المجتمع أبعاد أفكاره؛ دينياً واقتصادياً وثقافياً وسياسياً، وحظيت المملكة العربية السعودية بمكانة مرموقة على كافة الأصعدة بحكمة قادتها الأوفياء.
ليس بمستغرب، ونحن نحتفل بذكرى البيعة السادسة، أن تتوحد قلوب أبناء هذا الوطن بالدعاء لولي الأمر، وولي عهده الأمين – حفظهما الله. فهما يُجسدان أنموذجًا رائعًا من العطاء لأجل الوطن والمواطنين الذين توجت مشاعرهم أحاسيس الحب والولاء، وترجمت عباراتهم أعظم سمات الوفاء، وجسدت وحدتهم أجمل لوحات الصفاء لملك القلوب سليل النبلاء.
فالهوية حين تكون مرصعة بالجواهر والمآثر من الأخلاقيات، يُشير بريقها إلى أروع صفات الإخاء؛ حيث تفاصيل الإخلاص تعني المساندة والمؤازرة وخالص الدعوات لقلب موطنه الخير ومسكنه الرخاء. هكذا تصف الحقيقة معاني الرقي الإنساني وأوثق عرى التلاحم بين القيادة الرشيدة والشعب النبيل؛ حيث يسجل التاريخ مشاعر الترابط في الكيان السعودي الذي يمثل البنيان المرصوص بأعظم صفاته ..
وها هي مملكتنا الحبيبة وحكومتها الرشيدة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله ، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، سدد الله خطاه، وبارك له في علمه وفكره وجزيل عطاه..
عندما تتفوق السيرة العطرة والمحبة الصادقة والقيم النبيلة والحنكة السياسية والنظرة الثاقبة والإنسانية الجليلة تُشير إلى أصحابها الذين حملوا على عاتقهم توحيد الشتات وجمع الشمل وصناعة الإنجازات وخدمة الإسلام والمسلمين والارتقاء بمسيرة النماء وانتهاج سياسة الأجداد واستكمال ما قام به الآباء ..
ونحن جميعاً قيادة وشعباً، نواصل حربنا على من يحاول التدخل في شؤوننا الداخلية، ونسعى ضمن استراتيجية دقيقة للتعامل بحزم مع الحمقى، فالمساس بالوطن خط أحمر، ولكل من تسول له نفسه الاقتراب من ثرى بلادنا، نقول: أرواحنا فداء ترابها. لنحتفل بالمواطن الصالح الذي يفدي وطنه بروحه في ذكرى التوحيد باليوم الوطني وإشراقة الشمس، التي لا تغيب على وطننا الحبيب.. فالسعوديون أصحاب وثيقة الحب وتجديد الولاء، فهم من يؤمنون بأن (وطنٌ لا نحميه لا نستحق العيش فيه)..
قطرة :
كل عام والوطن بألف خير.
tsfhsa@yahoo.com