كشف الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية عن التفاصيل، التي تدخل في مرحلة التخطيط لمسار رالي داكار السعودية، وذلك قبل أقل من 50 يوماً على انطلاق النسخة الثانية للسباق الأكثر تحدياً في العالم.
ويعتبر الرالي الذي يقام على مدار 12 يوماً من أقسى التجارب في رياضة المحركات، حيث يدفع السباق المشاركين به إلى أقصى حدودهم البدنية والذهنية، بينما ينطلقون بمركباتهم في تحدٍ، ضد الصحراء المهيبة للمملكة بتضاريسها القاسية لأكثر من 7500 كيلومتر، وعبر المناظر الطبيعية الفريدة.
وفي غضون أقل من 50 يوماً، سيعود الرالي إلى المملكة من جديد، حيث يجري العمل حالياً على قدمٍ وساق من قبل الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، الذي أنهى الشهر الماضي المسار، الذي لا يزال سرياً للنسخة الثانية من داكار السعودية في يناير القادم.
وتحدث الأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية عما هو مطلوب للتخطيط لمسار السباق، الذي يجب أن يكون شاقاً بقدر ما يكون مذهلاً، وهو ما يتطلب أقصى درجات المهارة والقدرة من الفرق المتنافسة.
وقال : “يحتل رالي داكار مكانةً بارزة باعتباره أصعب سباق في العالم، وهو ما يجعل تركيزنا منصباً على ضمان الحفاظ على ذلك”.
وأضاف: “نسعى في رالي داكار السعودية إلى دمج العوامل الثلاثة التي تجعل من هذا الرالي تجربةً مذهلة؛ مسار صعب ومهيب وعبر مختلف التضاريس والمناظر الفريدة، فالمسار يجب أن يمزج بين الكثبان الرملية والسهول المنبسطة، ومن المناطق الصخرية إلى الجبلية. يجب أن يكون المسار صعباً على السائقين، مع استعراض جمال المناظر الطبيعية الخلابة في نفس الوقت”.
ومن أجل تخطيط المسار، أمضى فريق الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية – مدعوماً من العديد من الجهات الحكومية – الأشهر الستة الماضية في التخطيط ثم إجراء عمليات الاستطلاع حول المملكة، وتم الانتهاء من ذلك على عدة مراحل، حيث سافر السائقون والفنيون في جميع أنحاء البلاد في سيارات الدفع الرباعي المعدلة لمدة يوم أو يومين في كل مرة، لتقييم المسار الذي اعتقدوا أنه يمثّل طبيعة المملكة ويلبي متطلبات رالي داكار.
كما ينظر الفريق أيضاً إلى بعض الاعتبارات الأمنية، وهو ما يعني أن استكشاف المسار هو عملية مستمرة تتخللها بعض المراجعة والتحقق.
وتابع صاحب السمو قائلاً: “بالنظر إلى أن السباق بأكمله يتم في المملكة العربية السعودية، نود أن نتخيل المسار كجولةٍ تستكشف جمال المناظر الطبيعية في المملكة”.
وأردف: “بعد تنظيم النسخة الأولى من داكار السعودية، كنا حريصين على التأكد من أننا خططنا لمسارٍ مختلف هذه المرة، والميزة التي نتمتع بها في المملكة العربية السعودية هي أن لدينا صحراء شاسعة تسمح لنا بالقيام بذلك”.
وأضاف: “خرجنا بالعديد من الدروس في المرة الأولى لاستضافتنا رالي داكار، كان أهمها ضرورة تعزيز الجانب الفني للمتنافسين. لذا إن كان هناك تغيير ملحوظ في رالي هذا العام، فسيكون المسار الذي يتطلب تنقلاً بسرعة أكبر، وقيادةً أكثر دقة”.
على الرغم من أن المسار النهائي لا يزال سرياً، فقد أعلن الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية أن جدة ستكون نقطة البداية وخط النهاية لسباق 2021 الذي يستمر من 3 وحتى 15 يناير، مع يوم راحة في حائل في 9 يناير.
وبعيداً عن المسار، سيشهد رالي داكار السعودية 2021 تغييرات أخرى مهمة منها إدخال فئة داكار كلاسيك التي تضم السيارات والشاحنات التي شاركت في رالي داكار أو أي سباقٍ عالمي قبل عام 2000 ولا تزال في حالة جيدة، حيث ستتنافس هذه السيارات فيما بينها على نفس مسار داكار للفئات الأخرى.
كما ستشمل مجموعة اللوائح الجديدة للسباق توزيع كتيب المسار قبل 10 دقائق فقط من بدء كل مرحلة، وهو ما يعد اختباراً لمهارات الملاحة لدى المتسابقين. وبينما يبرز كتيب المسار بالفعل مناطق الخطر، سيتلقى المتسابقون الآن أيضاً تحذيرات صوتية أثناء اقترابهم من هذه المناطق لإبقائهم في حالة تأهب.
ولتعزيز تدابير السلامة للمتنافسين، أصبح ارتداء سترات الوسائد الهوائية إلزامياً، حيث يمكنها أن تقلل من شدة الإصابة في حالة حدوث تصادم خطير، وسيتم التأكد والتدقيق على وجودها من قبل المسؤولين خلال مرحلة الفحص الفني.
وعلى مدار أكثر من 40 عاماً، أضفى السباق إثارةً كبيرة للسائقين والجمهور على حد سواء، وشق طريقه عبر مسارات تحبس الأنفاس في قارات أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا.
وظهر السباق للمرة الأولى على الإطلاق في قارة آسيا في يناير الماضي عندما انطلق 342 متسابقاً من 68 دولة عبر الكثبان الرملية والتلال والسهول المترامية في صحراء المملكة العربية السعودية، إيذاناً ببدء مغامرة داكار في فصلها الثالث فيما وصفه بعض المشاركين المخضرمين في داكار بأنه أحد أجمل السباقات في تاريخ الرالي.
ويقام رالي داكار في المملكة العربية السعودية للعام الثاني على التوالي في إطار اتفاقية مدتها 10 سنوات بين المملكة ومنظمة أماوري سبورت المالكة لرالي داكار.