جدة ـ ياسر بن يوسف
أجمع عدد من الخبراء والاقتصاديين على أن كلمة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، زادت مساحة الأمل لدى الشعب السعودي، وأشعرت المواطن بالفخر والعزة، بعد أن كشفت الأرقام، والإحصاءات، التي أعلنها عن قفزة كبيرة على جميع الأصعدة، ونجاح متواصل لرؤية الوطن 2030، وتفاؤل لافت بتحقيق جميع الأهداف المرصودة قبل موعدها.
وأكدوا أن ما حققته المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – يعد طفرة كبيرة على مختلف القطاعات والأصعدة منذ 2017م، واختصر سنوات طويلة؛ حيث أصبحت بين أفضل 10 دول في مجموعة العشرين في مواجهة جائحة كورونا، وحققت معدلات نمو عالمية.
في البداية، يرى الدكتور صالح بكر الطيار رئيس مركز الدراسات العربي الأوربي في باريس، أن الرقم الضخم الذي أعلن عنه ولي العهد بشأن حصيلة حملة مكافحة الفساد، التي بلغت 247 مليار ريال في الثلاث السنوات الماضية، تمثل 20% من إجمالي الإيرادات غير النفطية، بالإضافة إلى أصول أخرى بعشرات المليارات نُقلت لوزارة المالية، وستسجل في الإيرادات عندما تُسيّل بما فيها من عقارات وأسهم، مشيرا إلى أن ذلك يعد ردًا ملجمًا وشفافًا على كل من كانوا يتساءلون عن أين ذهبت حصيلة تسويات الفساد؟
انتعاشة اقتصادية
ونوه الاقتصادي الدكتور محمد أبو الجدائل إلى أن كلمة سمو ولي العهد عززت من مساحة الأمل لدى المواطن السعودي، وأشعرته بالعزة والفخر، رغم التحديات الصعبة التي يمر بها العالم الآن؛ حيث أكد سموه على أن السعودية واحدة من أفضل 10 دول في التعامل مع التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا، وأنه مع نهاية 2020 “سنكون من أقل دول مجموعة العشرين المتأثرة” بالوباء، مثلما أعرب عن تفاؤله بأن تكون المملكة أحد أسرع دول المجموعة نموًا في الناتج المحلي غير النفطي في قادم السنوات، بعدما أصبحت الدولة الأولى في سرعات الجيل الخامس.
وأكد أن الإنجازات العديدة، التي ذكرها سمو ولي العهد في كلمته، قد لمسها المواطن السعودي على أرض الواقع، فقد ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17% إلى 31%، ووضعت رؤية 2030 الوصول إلى نسبة بطالة 7% في العام 2030م كأحد أهدافها، فخلال عام 2018م، بلغت نسبة البطالة 13% تقريباً. وبسبب رفع كفاءة الأجهزة الحكومية واستثمارات صندوق الاستثمارات العامة والبرامج والمبادرات الحكومية الأخرى، انخفضت لتصل إلى 11.8% في بداية عام 2020م، وتوقع سموه أن تكون أقل في نهاية العام الجاري، رغم أن جائحة كورونا تسببت في رفع البطالة في دول مجموعة العشرين بنسبة وصلت 20% وأكثر.
خارطة طريق
واعتبر الدكتور حسين محمد العطاس “مستشار مالي وحوكمة” كلمة ولي العهد بمثابة خارطة طريق للتنمية المستدامة والإنجازات التي تحققت في 4 سنوات بشكل غير مسبوق، للوصول لرؤية 2030، والتأكيد على أن التغيير الحاصل في النواحي المالية أو الاقتصادية أو الاجتماعية والثقافية راجعة لبرامج الرؤية، وتفاعل الشعب السعودي معها.
وأضاف: كان تصريح سموه شاملا جامعا، واضح المعالم، مقرونا بالأرقام والإنجازات والنزاهة، التي تحققت، وأوضح أن السعودية برؤيتها الثاقبة، تجنبت تأثيرات جائحة كورونا بشكل كبير، من خلال حسن إدارة الأزمة بشكل احترافي، وأكد على نبذ التطرف والإرهاب بكل صوره وأشكاله، وشدد على محاربة الفساد بكل صوره، ومحاسبة كل من يخالف؛ سواء كان كبيرا أو صغيرا، وأشار إلى نجاح الإصلاحات المالية والاقتصادية؛ لتحقيق التنمية المستدامة، وضرورة أن يكون نابعا من خلال مؤشرات القطاع غير النفظي، وعبر دعم هذا القطاع، وإعادة هيكلة ميزانية الدولة، وتأكيد سموه على أن المرحلة القادمة ستشهد التركيز على تحسين دخل المواطن وتسارع وتيرة النمو والإنجاز عند زوال الجائحة، وفي النهاية بات واضحاً أنه رغم التحديات الكبيرة، فقد باتت رؤية 2030 مشروعا وطنيا وحلما كبيرا لولي العهد، والشعب السعودي معه، وبإذن الله، سنتمكن من تحقيق الرؤية في 2030 في الوقت نفسه، الذي سيكون مضى فيه 100 عام على توحيد المملكة.