أضحت تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب مثالًا يحتذى لدول العالم؛ لما تميزت به من شمولية استراتيجيتها في التصدي لعناصره، وتجفيف منابع تمويله، ولما انتهجته من مسارات للقضاء عليه من خلال المعالجة الأمنية والفكرية الوقائية، وتكريس الوعي الوطني وروح الوسطية وقيم التسامح، التي تمثل تعاليم الإسلام الحنيف، وذلك بالتوازي مع جهودها الرائدة في تعضيد الجهود الدولية، باعتبار الإرهاب؛ لا جنس ولا دين ولا وطن له.
لقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، أن الإرهاب لا يفرق بين الحق والباطل، ولا يراعي الذمم، ولا يقدر الحرمات، فَقد تجاوز حدود الدول، وتغلغل في علاقاتها، وأفسد ما بين المتحابين والمتسامحين، وفَرق بين الأب وابنه، وباعد بين الأسر، كما وصفه، أيده الله، بالآفة الخطيرة، وبأنه داء عالمي لا جنسية له ولا دين؛ لذلك أعطت المملكة مكافحة تمويل الإرهاب أولوية قصوى محلياً وعالمياً.
وفي إطار هذا النهج القويم وتحصين أبناء الوطن والأمة ، جاء تأكيد هيئة كبار العلماء، أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب، وهي جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، وعلى الجميع الحذر منها، وعدم الانتماء إليها، أو التعاطف معها.