أثناء رحلتي البرية بحثًا عن الطبيعة البكر والهواء العليل، بعيدًا عن ضجيج المدن، شاهدت دخانا كثيفا يخرج من بين الجبال، فسألت عنه فقالوا: هذا مرمى ومكب نفايات محافظة أملج؛ حيث يتم إحراقها فيه، وهذا الدخان الكثيف يستمر في أغلب ساعات الليل، وتتأثر منه عدة قرى منها؛ قصر عليثة والمقرح وغيرها من الهجر، وأحيانًا مع الهواء والرياح يصل إلى بعض أحياء محافظة أملج .
توجهت لأقترب من المكان، لأنقل الوصف بكل دقة وقبل أن أصل وإذا الروائح الكريهة وأكياس البلاستيك، وقد اكتست بها الجبال، و نفايات هنا وهناك . توقفت فالوضع لايطاق فما شاهدته تدمير للبيئة الجبلية الرملية البرية الجميلة، وتلوث بصري تتمنى أن لاتشاهده أبداً. وأثناء توقفي لدقائق شاهدت عددا من سيارات النفايات ترمي حمولتها بطريقة بدائية في هذا المكان، الذي كان جميلًا ، بكل مافيه من طبيعة جذابة تسر الناظرين. خلقها وصورها الخالق في أجمل صورة . أضف إلى ذلك، أن الجبال المحيطة كان يستثمرها الأهالي في إنتاج العسل، ولكن بعد أن تم وضع نفايات أملج في هذا المكان، طارت كل خلايا النحل من هذه الجبال المحيطة والقريبة من مرمى النفايات .
كما شاهدت وايتات الصرف الصحي تمر، وعندما سألت، قالوا: هنا مكب للنفايات والصرف الصحي كذلك، وهذا له تأثيره على المياه الجوفية. وبعد كل هذه المشاهدات أطالب وأتمنى نقل المرمى من مكانه في أقرب وقت ممكن؛ وذلك حفاظًا على البيئة وأماكن الرعي للإبل والأغنام. وأهم من ذلك تجنبا للمخاطر التي يتعرض لها سكان تلك القرى من آثار الروائح الكريهة والدخان المنبعث من النفايات نتيجة لحرقها. والسؤال الآن: ماهي حيثيات وأسباب إشعال النار في النفايات، ومن يقوم بحرق النفايات؟ البلدية أم غيرها؟ ذلك ليس مهما معرفته بالتحديد، وبالنسبة لي شخصيًا فالأهم التوقف عن ذلك، ورفع الضرر عن البيئة المحيطة .
ومن الحلول المؤقتة وضع شبك يحيط بالمرمى؛ حتى لاتدخل الحيوانات من الجمال والأغنام لها، وحتى لاتتطاير من النفايات الأوراق وأكياس البلاستيك .
كذلك دفن النفايات بطريقة علمية كالكبس مثلا،
ومن الحلول المهمة والضرورية اختيار مكان آخر للصرف الصحي، أو معالجته بطريقة علمية، فبحيرة الصرف الصحي قد تشكل تلوثا وتكاثرا للذباب والبعوض. الحلول كثيرة ولاتخفى على المسئول وأعضاء المجلس البلدي، والمحلي. ومهما يكن فالمكان القريب من مرمى النفايات يبقى في دائرة الخطر، ويحتاج للحل بشكل عاجل؛ حتى لاننظف مكانا، وندمر مكانا آخر.
وبعد نقل المعاناة من مرمى نفايات محافظة أملج انا متأكد أن الرسالة قد وصلت لمن يهمه الأمر وأعضاء المجلس البلدي خاصة ، وبإذن الله نجد الحل قريبًا ، ونعالج المرمى والنفايات بطريقة علمية سليمة نحافظ بها على الصحة العامة ونحفظ بئيتنا الجميلة من التدمير والتلوث البئي والبصري ،،
lewefe@hotmail.com