واشنطن – البلاد
حدد المرشح الديموقراطي جو بايدن، أولوياته الرئاسية، بعد إعلان وسائل الإعلام الأمريكية فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية، مؤكدًا سعيه لتوحيد الأمريكيين ورأب الصدع في البلاد. منوها في الخطاب الذي تلى فوزه إلى تعهده بأن يكون رئيسا لا يسعى إلى التقسيم، بل إلى التوحيد. وأضاف: “حان الوقت للابتعاد عن اللغة العدائية”، في إشارة إلى حالة الاستقطاب الراهنة بين أنصاره ومؤيدي الرئيس ترمب.
ووعد بايدن بالعمل على إعادة إحياء الطبقة الوسطى، وخلق الوظائف والحفاظ على الكرامة وتحقيق العدالة بين جميع الأمريكيين، مشددا على ضرورة العمل للسيطرة على فيروس كورونا، مؤكدا أن إحياء الاقتصاد لن يكون دون السيطرة على الوباء قبل كل شيء، كما أعلن أنّه سيُشكل اعتبارًا من اليوم (الاثنين) خلية أزمة خاصّة بفيروس كورونا المستجدّ، تضم علماء وخبراء، لمواجهة التحدي الأبرز الذي ستجد إدارته نفسها أمامه منذ اليوم الأول لولايته. إلى ذلك، اجتهدت وسائل إعلام ومحللون أمريكيون في رسم صورة لأولويات جو بايدن خلال بدايات حكمه، مشيرين إلى أنه يعتزم إصدار أوامر تنفيذية بعد أداء اليمين الدستورية في 20 يناير المقبل، مغايرة تماما لقرارات إدارة ترمب.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن أولى هذه القرارات تتعلق بالعودة لاتفاقية باريس للمناخ، وثانيها التراجع عن انسحاب ترمب من منظمة الصحة العالمية، وثالثها إلغاء حظر السفر إلى أمريكا المفروض على بعض البلدان، ورابعها إعادة البرنامج الذي يسمح لـ”الحالمين”، الذين قدموا إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني كأطفال، بالبقاء في البلاد. بدورها، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مصدرين مطلعين قولهما؛ إن بايدن سيشكل فرقة عمل من 12 شخصًا لمواجهة جائحة كورونا، وسيرأس فريق العمل الجراح العام السابق فيفيك مورثي، والمفوض السابق لإدارة الغذاء والدواء ديفيد كيسلر، والدكتورة مارسيلا نونيز سميث من جامعة ييل.
بالمقابل، وعلى الرغم من إعلان معظم مراكز الإحصاء ووسائل الإعلام المرموقة في أمريكا فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، بالرئاسة الأمريكية، لا يزال الرئيس ترمب يرفض الإقرار بذلك، وتتمسك حملته الانتخابية بموقفها المنتظر للنتائج القانونية. وفي هذا السياق أكد محامي الخاص لترمب، رودي جولياني، أنه سيتم رفع دعوى قضاية اليوم للتأكيد على أحقية ترمب بالفوز في الانتخابات، بينما اعتبرت المحامية، جيني إيليس، أحد أعضاء الفريق القانوني لحملة ترمب أن وسائل الإعلام لا تملك سلطة تحديد رئيس البلاد.
وقالت في مقال نشر على موقع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية: إنه “على الرغم من توقعات العديد من المؤسسات الإخبارية بأن نائب الرئيس السابق جو بايدن فاز في الانتخابات الرئاسية وهزم الرئيس ترمب، إلا أن وسائل الإعلام لا تملك السلطة لتقرير نتيجة الانتخابات”، مضيفة أن الطعون القانونية المقدمة من قبل حملة إعادة انتخاب ترمب، لا تزال أمام المحاكم ولم تصدر بشأنها بعد أحكام قضائية. يأتي هذا في حين أعلنت حملة ترمب في وقت سابق أنها رفعت دعوى قضائية في أريزونا، تزعم أن أكبر مقاطعة من حيث عدد السكان (ماريكوبا) في الولاية الواقعة في جنوب غربي البلاد رفضت دون وجه حق أصواتاً، أدلى بها بعض الناخبين في سباق الرئاسة يوم الانتخابات.
