الدولية

عقوبات واشنطن على باسيل رسالة لحزب الله

البلاد – مها العواودة

فيما طلب الرئيس اللبناني ميشال عون من وزير الخارجية شربل وهبة، الحصول من واشنطن على الأدلة والمستندات التي تم بموجبها فرض عقوبات على رئيس التيار الوطني الحر والوزير السابق جبران باسيل، أجمع مسؤولون وسياسيون لبنانيون إلى ضرورة اقتناص فرصة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية على باسيل، المعطل الرئيس لمسار تأليف حكومة الرئيس سعد الحريري الإنقاذية.
وأكدوا أن العقوبات الأمريكية تدفع الأطراف اللبنانية للإسراع في تشكيل الحكومة وبالمواصفات المطلوبة حصرا، وقطع الطريق عن توزير الشخصيات الكلاسيكية والمستفزة، مشيرين إلى أن هذه العقوبات تدعم المبادرة الفرنسية، وأن ما لم تؤمنه المبادرة الفرنسية لجهة شكل الحكومة يتم تأمينه من خلال العقوبات، للوصول إلى التشكيلة المطلوبة.

ومن وجهة نظر السياسي اللبناني نوفل ضو، لن يقتصر تأثير هذه العقوبات على جبران باسيل، بل هي محطة في سلسلة، مشيرين إلى أن كثيرًا من المسؤولين اللبنانيين الحاليين والسابقين المنتمين إلى منظومة حزب الله ، طالتهم العقوبات، وآخرون سيكونون عرضة لها على خلفية كونهم شركاء في منظومة الفساد التي يديرها ذلك الحزب لمصلحة سيطرته على لبنان، ولمصلحة المشروع الإيراني التوسعي الهادف إلى زعزعة استقرار المنطقة والعالم.
ولفت نوفل إلى أن أي حكومة تكون امتدادًا للمنظومة التي يديرها حزب الله ستكون حكومة فاشلة، وغير قادرة على حل مشاكل اللبنانيين الاقتصادية والاجتماعية، طالما أنها لم تنأى بنفسها عن حزب الله ومشروعه التوسعي وتتوقف عن تغطيته، وتعيد لبنان إلى موقعه الطبيعي والتاريخي في العالم العربي وتستعيد علاقات لبنان الطبيعية مع الغرب، وتنتشله من محور الدول المارقة والفاشلة.

من جهته، أوضح الوزير السابق إيلي ماروني أن العقوبات الأمريكية تجعل من السياسي المعاقب؛ سواء كان جبران باسيل أو غيره أسيرًا في بلده ومتهمًا بالفساد، وتغطية ودعم الإرهاب، وعواقبه المالية والمعنوية في لبنان والعالم، مع الأخذ بعين الاعتبار التحفظ على تحركاته خارج لبنان، وأضاف ” رغم أنها متوقعة إلا أنها لم تغير من نهجه وفي تعاطيه مع شؤون البلد ودعمه لحزب الله “.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي راشد فايد، أن العقوبات الأمريكية لن تغير من موقع جبران باسيل السياسي داخل تياره، ولكنها ستؤثر على فكرة توزيره مجددًا، ونوه إلى أن هذه العقوبات أراحت الحريري من الشعار الذي رفعه سابقا باسيل وعون “إما الحريري وباسيل داخل الحكومة” أو “الحريري وباسيل خارج الحكومة” لافتا إلى أن العقوبات كانت متوقعة حيث تردد اسم باسيل في كواليس العقوبات منذ فترة ليست قصيرة .
في السياق، قال رجل الأعمال بهاء الحريري في تغريدة له عبر تويتر: “تظهر العقوبات التي فرضتها الخزانة الأمريكية بموجب قانون ماغنيتسكي؛ إن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي، بينما النخبة الفاسدة في لبنان المتحالفة مع حزب الله، تدفع البلاد إلى الحضيض، حان الوقت للمضي نحو لبنان جديد، بدون ميليشيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *