الدولية

الحوثيون يواصلون استهداف الأحياء السكنية بمأرب وتعز والحديدة

القاهرة – محمد عمر

تواصل الميليشيا الحوثية الانقلابية، ذراع إيران في اليمن، استهداف المدنيين اليمنيين بأدوات القتل العسكرية بالتوازي مع استهداف صغارهم بحملات غسل أدمغة، عبر تعديلات في مناهج التعليم؛ تنشر سمومهم ودعاياتهم المحرضة على العنف والكراهية والطائفية.
وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة، العميد الركن عبده مجلي، السبت: إن ميليشيا الحوثي تواصل استهداف الأحياء السكنية بمدينتي مأرب وتعز ومديريات جنوب محافظة الحديدة، بالصواريخ وقذائف المدفعية والدبابات.
وأضاف، أن ميليشيات الحوثي الانقلابية أطلقت، الجمعة، صاروخًا باليستيًا على أحد أحياء مدينة مأرب، سقط على أحد المباني متسببًا في أضرار مادية وحالة من الهلع والفزع في أوساط السكان، وذلك ضمن استهدافها الإرهابي الممنهج والمتعمد على المدنيين.

واشار إلى أن استهداف الميليشيا المكثف للمدنيين دليل على إمعانها في الجرائم، وتحديها للقوانين والأعراف الدولية، حيث تقصف وتقنص النساء والأطفال وتطلق الصواريخ والطائرات المسيرة والمقذوفات بأنواعها، على التجمعات السكانية والمدارس والمستشفيات في مدينتي مأرب وتعز والمديريات الجنوبية لمحافظة الحديدة.
وأكد ناطق الجيش، أن هذه الاستهدافات المباشرة، التي كثفتها الميليشيا الحوثية مؤخرًا، أسفرت عن استشهاد عدد من المواطنين، وإصابة وجرح آخرين، بينهم أطفال ونساء وكذلك إحداث أضرار جسيمة بمنازل وممتلكات المواطنين، داعيًا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، وإدانة الجرائم والأعمال الإرهابية والانتهاكات التي تمارسها بحق المدنيين.

* نشر التطرف
إلى ذلك، قال يحيى اليناعي المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين: إن إيران تنتهج سياسية الاستعمار الثقافي في اليمن منذ عام 2014، وتستخدم التعليم في مناطق سيطرة الحوثي لنشر التطرف والإرهاب وتوسيع نفوذها في المنطقة.
وأضاف اليناعي لـ”البلاد”، أن المخطط الإيراني للاحتلال الثقافي يعتمد بشكل أساسي على المدارس والتدخل في التعديلات المتكررة لتغيير المناهج الدراسية، بما يتواءم مع سياستها وأجندتها، وبما يرسخ أيدلوجية الملالي، ومفاهيمها في أذهان الأجيال اليمنية.

وأكد أن إيران لم تكتف بأدوارها التخريبية في دعم ميليشيا الحوثي الإنقلابية في حربها بالوكالة على اليمن والخليج، بل سعت لزرع خطاب الكراهية والعنف والطائفية عبر المناهج المدرسية في مناطق سيطرة الحوثيين.
وأوضح أن ميليشيا الحوثي الانقلابية أجرت 187 تعديلا إضافيًا على مناهج العام الدراسي الحالي 2020- 2021، بعد أن كانت قد أجرت 234 تعديلًا في الأعوام الفائتة على مناهج المرحلتين الأساسية والثانوية في مناطق سيطرتها، مشيرًا إلى أن التعديلات الجديدة تضمنت الترويج للمناسبات الطائفية والقيادات الحوثية كرموز وطنية، ونشر خطاب التحريض عل العنف والكراهية وتزويد الطلبة بالأفكار الأكثر عنصرية والأشد حقدًا، بما يسهم في إيجاد حالة من التعبئة النفسية للقتال في صفوف ميليشيا الحوثي، وفي خلق بيئة صراعية طائفية قائمة على التمييز والكراهية والتحريض ضد كل من لا ينتمي لمشروع الحوثي وإيران في اليمن والمنطقة العربية.

ولفت اليناعي إلى أن مراجعة نقابة المعلمين اليمنيين للكتب المدرسية في مناطق سيطرة الحوثي كشفت عن محتوى يخلق الظروف المثالية للتطرف بين الأطفال، منوهًا إلى أن نحو 3 ملايين طالب سيتأثر بتلك المناهج، وأن أخطر ما قد يواجه اليمن خلال الحرب وما بعدها هو ملف تسييس التعليم، الذي سيتسبب بوجود خلل في العقد الاجتماعي، في حين أن المفترض منه صيانة الهوية الوطنية الجامعة.
وحذر المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين من أن تعديل المناهج لخدمة أجندة طائفية ستغير النسيج الاجتماعي وتعمق الفجوة الثقافية والفكرية في اليمن، وتنتج جيلًا من الأطفال المحاصرين بالأفكار العنفية والطائفية، مما يعصف بالاستقرار المجتمعي، ويغذي الحرب؛ لتصبح صراعًا أهليًا طويل المدى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *