جدة – عادل بابكير
كعادتها، تهب المملكة على عجل للوقوف إلى جانب المتضررين من الكوارث الطبيعية في مختلف بلدان العالم دون تمييز؛ امتدادًا لدورها الإنساني في الأزمات والمحن، ليجيء توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – أمس (الجمعة)، لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بإرسال المساعدات الطبية والإنسانية والإيوائية العاجلة للمتضررين من الأشقاء في تركيا؛ جراء الزلزال الذي ضرب بحر إيجه مؤخرًا، مخلفًا أضرارًا مادية بالغة بولاية أزمير التركية، تأكيدًا على وقوف المملكة مع كافة الشعوب في محنتها بعد أن أغاثت السعودية المتضررين من السيول والفيضانات في السودان، والكوارث الطبيعية في دول أخرى في أوقات سابقة.
ويأتي توجيه الملك سلمان، انطلاقًا من حرصه – أيّده الله- على الوقوف إلى جانب الشعوب التي تتعرض للأزمات والمحن، وإغاثتها بما تحتاجه أثناء الكوارث، مثلما كان الحال عندما تعرض السودان لكارثة الفيضانات فامتدت له يد المملكة بإغاثة عاجلة لم تتوقف، إذ واصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس الأول توزيع المساعدات الإيوائية على المتضررين، وجرى توزيع 139 خيمة للمتضررين في محلية شندي بولاية نهر النيل، استفاد منها 834 شخصًا.
وعندما انفجر مرفأ بيروت، لم تتأخر المملكة في إغاثة اللبنانيين المتضريين، إذ أصدر خادم الحرمين الشريفين توجيهات بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة للبنان عبر جسر جوي، اشتمل على ما يزيد عن 90 طنًا؛ بما فيها الأدوية، وأجهزة علاج الحروق، والمحاليل الطبية والكمامات، والقفازات والمعقمات، والخيوط الجراحية، والسلال الغذائية والدقيق والتمور، والمواد الإيوائية مثل الخيم والبطانيات والفرش، والأواني، بينما يواصل مركز الملك سلمان إغاثة اللاجئين في مخيم الزعتري، ويرسل المساعدات المتواصلة والحملات الصحية لليمنيين.
وقال المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور سامر الجطيلي لـ”البلاد”: إن التوجيه السامي الكريم واللفتة الكريمة لمساعدة المتضررين والمحتاجين في كافة الدول هو ديدن المملكة للوقوف مع المحتاجين؛ سواء كان في العالم العربي أو العالم الإسلامي أو الدول الصديقة في أنحاء العالم. وبين الدكتور الجطيلي، أنه في مثل هذه الأزمات أول ما يتم القيام به هو محاولة تقييم الأضرار والاحتياجات، ثم وضع ما يسمى بـ”الاحتياجات العاجلة”، وبعده يبدأ العمل على إيصال الاحتياجات العاجلة وفق خطة بالتعاون مع الجهات العاملة على الأرض، سواء كانت منظمات أممية أو منظمات دولية أو جهات المحلية. وأضاف: “نحن الآن في مرحلة تقييم الأضرار والاحتياج، بعد التوجيه السامي الكريم بتوفير المساعدات لثلاثة قطاعات، هي: الصحة، والإيواء، والغذاء، التي تعتبر من أهم القطاعات عادة بعد كل أزمة، أو مصاب”. وزاد “سيقوم المركز بعد الانتهاء من تقييم الأضرار والاحتياج بوضع خطة عاجلة للتدخل ومساعدة المحتاجين في ولاية أزمير”.