جدة ــ نجود النهدي
منذ أن أمسكت جائحة كورونا بـ” تلابيب ” العالم تعمل الدكتورة أميرة بادخن، بوتيرة ممنهجة في تكريس الوعي لدى أفراد المجتمع، واعتماد آليات التباعد الاجتماعي، وتكتب روشتة الاحترازات الوقائية والبرتوكولات الصحية للحماية من الفيروس، وفي سبيل ذلك، فإن الدكتورة بادخن، التي تتولى إدارة تعزيز الصحة والتثقيف بصحة جدة، وإدارة التثقيف الإكلينيكي بالصحة العامة، والإشراف على الحملة الميدانية التوعوية بالجائحة، تعد واحدة من سفراء التطوع المؤثرين في العمل التطوعي؛ نظير ما قامت به من جولات يومية في بداية انتشار الفيروس في أحياء جنوب جدة للتوعية بمشاركة الطواقم الطبية وطيلة أيام الحملات، كانت بمثابة مهندسة قيادة الفرق الصحية والتطوعية لبث التوعية بأكثر من ثماني لغات بين الجاليات في أحياء بجدة ، وقد أثمرت هذه الجولات عن تكريس الوعي وخفض حالات الإصابة، خصوصًا وأن الفرق التطوعية ضمت العديد من أبناء الجاليات، الذين عملوا بجهد لتفعيل التوعية لأبناء جلدتهم .
تقول الدكتورة بادخن لـ” البلاد “: إن الجولات التثقيفية في بداية ظهور فيروس كورونا، كانت بهدف رفع المستوى الصحي والمجتمعي والتعريف بالخدمات، التي تقدّمها “صحة جدة” للجميع، وبالتعاون مع كافة قطاعات المجتمع ، التي تهدف وتسهم في خلق ثقافات صحية جيدة، لافتة إلى أن الحملات شملت الكثير من أحياء جدة، وتضيف: رغم الصعوبات التي واجهتها الفرق الطبية والمتطوعون، إلا أن الحملات نجحت بجدارة وامتياز . وأوضحت أن مستقبل العمل التطوعي مشرق في ظل هذه الكوادر المتألقة، ويمكن الاستفادة منهم في المبادرات القادمة؛ كسفراء للعمل التطوعي، واستطردت بأن سفراء التمكين الصحي والمجتمعي كانوا على قدر المسؤولية، وهم من أهم أسباب نجاح هذه الحملة؛ حيث كان أهم أهدافهم أن يرسلوا رساله صحية لأكبر عدد من أفراد المجتمع ،وبإذن الله، نكمل مسيرتنا لأهداف أكبر وأشمل لخدمة المجتمع والوطن.
وتابعت: في بداية الحملة واجهتنا تحديات عديدة؛ منها حاجز اللغة، خصوصا وأن هناك أعدادًا كبيرة من الوافدين في الأحياء الشعبية في جنوبي جدة، ورغم أن هناك جاليات عربية في هذه الأحياء، لكننا وجدنا أمامنا حاجز ” الثقافة ” ومنذ البداية أعددنا بوسترات وتسجيلات مترجمة، وكان لدينا إحساس أن هذه السيناريوهات غير كافية لنتخطى هذا التحدي، ولكن لدهشتنا وجدنا تجاوبا كبيرا من قبل بعض أفراد الجاليات، الذين وقفوا معنا كـ” مترجمين ” لأفراد جالياتهم وبعدة لغات وكانوا يعملون بدون مقابل وما زال هؤلاء المتطوعون يعملون معنا لتكريس العمل التوعوي، كما أن أفراد الجاليات قاموا ببث التوعية بالميكرفونات، وعلى متن السيارات.
وأضافت: في بداية الجائحة كان يعتبر الفيروس جديدًا، وكثير من الناس لم يكن لديهم علم به وكان اسمه في البداية كورونا المستجد وبعد فترة تم تسميته بـ(كوفيد-١٩) من قبل الجهات المختصة، وكان يوجد جهل بالمرض وأعراضه وطرق انتقاله.
ومن المواقف الغريبة، عند تجولنا في الأحياء كنا نطرق الباب على العوائل والعمالة وبالفعل كانوا متعاونين معنا من ناحية الفحوصات اللازمة والسماح لنا بالدخول إلى منازلهم. واستطردت بقولها: التوعية في أحياء جنوب جدة تحتاج إلى حنكة ودراية لأنها منطقة يسكنها الكثير من أبناء الجاليات ولديهم ثقافات مختلفة كما أن بعضهم لا يتحدثون اللغة العربية ، ولكن بالنسبة لأحياء الشمال فالوعي لدى أفراد المجتمع أعلى ، لافتة إلى أن فيروس كورونا ما زال يتفشى في العالم وأن على الجميع تطبيق الإجراءات الاحترازية والبرتوكولات الصحية لسلامتهم وسلامة أفراد المجتمع .