البلاد – مها العواودة
أجمع مسؤولون وسياسيون لبنانيون، أن عودة الرئيس المكلف بمهمة تشكيل الحكومة سعد الحريري للاجتماع برئيس الجمهورية ميشال عون بعد اجتماع الخميس الماضي، يعيد الأمل في تحقيق ما تم الاتفاق عليه لإنجاز تشكيل الحكومة خلال مهلة 48 ساعة، خاصة في ظل الحديث عن إعداد الاتحاد الأوروبي لائحة سوداء وإدراج مسؤولين لبنانيين من ضمنها، بما في ذلك الحجز على أرصدة مالية وفرض عقوبات اقتصادية، الأمر الذي دفع للإسراع في عجلة تشكيل الحكومة العتيدة، ولي ذراع المعطلين.
وأكدوا أن الطرفين لديهما رغبة في تشكيل الحكومة، فرئيس الجمهورية يريد أن ينقذ نفسه، وما تبقى من عهده، والرئيس المكلف يريد نيل ثقة الداخل والخارج بولادة حكومة التي تنقذ لبنان وستدخله السراي الحكومي من جديد.
وقال القيادي في تيار المستقبل والنائب السابق مصطفى علوش: إن التشكيلة الحكومية التي أصبحت جاهزة تراعي التوازنات السياسية والطائفية وفي نفس الوقت من الاختصاصيين أساسها الملف الاقتصادي والمالي والاجتماعي، مشيرًا إلى أن الحكومة قد ترى النور خلال اليومين القادمين، وأن أي تأخير لأسباب تتخطى قضية لبنان والوضع القائم فيه من شأنه زيادة التعقيد والتدهور.
من جهته، أكد المحلل السياسي براء هرموش، عودة الأجواء الإيجابية إلى ملف تشكيل الحكومة التي وافق رئيسها المكلف بالمهمة على أن تكون من 20 وزيرًا بالمناصفة بين أكبر مكونين دينيين. وأشار إلى أن الحريري يتجه إلى تقديم التشكيلة الحكومية لرئيس الجمهورية اليوم ليضع الجميع أمام الأمر الواقع، موضحا أن حزب الله وحلفاءه عرقلوا التشكيلة الحكومية خلال اليومين الماضيين لمعرفة نتائج الانتخابات الأمريكية، بالإضافة إلى تمسك رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بوزارة الطاقة (الثقب الأسود) ومحاولات عون المتواصلة لحماية صهره.
فيما ذكر عضو كتلة لبنان القوي النائب آلان عون، أن رئيس الحكومة المكلّف ينسّق عملية التشكيل مع رئيس الجمهورية، ومن المفترض أن يعرض تشكيلة حكومية عندما تنضج التفاهمات بينه وبين عون، يرافقه تشاور بصيغتها من أجل حسمها. وأضاف “ما نتمناه وننتظر حدوثه هو حسم الموضوع في أسرع وقت، أي في اليومين المقبلين لأن الاستحقاقات داهمة والتدهور الاقتصادي والاجتماعي سريع ولا نملك ترف إضاعة مزيد من الوقت على تفاصيل التشكيل”. ويرى ضرورة أن تكون مقاربة الرئيسين عون والحريري، والكتل السياسية هي مقاربة إنقاذية؛ كون المقاربة السياسية التقليدية ستأخر ولادة الحكومة والدخول في دوامة عضّ الأصابع.
أما النائب السابق في البرلمان اللبناني الدكتور فارس سعيد، فأكد أن حكومة الحريري لا يزال يتحكم في مصيرها حزب الله، ولابد من التحرر من القبضة الإيرانية على الحياة الوطنية في لبنان، مستبعدًا ذلك في الحكومة الجديدة.