البلاد- رضا سلامة
ساهم ضخ تركيا للسلاح والمرتزقة لإقليم ناجورنو كاراباخ دعمًا لأذربيجان في صراعها مع أرمينيا في فشل التوصل إلى اتفاق رابع لوقف إطلاق النار، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 14 من المرتزقة السوريين الموالين لأنقرة خلال الساعات الماضية في الإقليم المتنازع عليه، وطالبت يريفان بحماية موسكو لأمنها في ظل تدخل أنقرة المتواصل.
وتبادلت أرمينيا أذربيجان الاتهامات، السبت، وحمل طل طرف الآخر بالمسؤولية عن التصعيد واستهداف المدنيين، إذ أعلنت يريفان أن باكو استأنفت قصف مدينة ستيباناكيرت وبلدة شوشي صباحًا، فيما اتهمت وزارة الدفاع في إقليم كاراباخ الجيش الأذربيجاني باستخدام أسلحة محرمة دوليًا.
يأتي ذلك بعد فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق رابع لوقف إطلاق النار، في الصراع المشتعل منذ 27 سبتمبر الماضي، والذي تزكيه تركيا بالسلاح والمرتزقة، لوضع موطئ قدم في القوقاز ضمن أطماعها في الغاز والنفط والثروات.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، بمقتل 14 من المرتزقة السوريين الموالين لتركيا خلال الساعات الماضية في إقليم ناجورنو كاراباخ ، مضيفا بأن دفعة جديدة من جثث المرتزقة عددها 20 وصلت إلى سوريا، موضحًا أن حصيلة قتلى المرتزقة منذ بدء مشاركتهم بالقتال ارتفعت إلى 231.
بحسب المرصد، بلغ عدد المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى أذربيجان للمشاركة في معارك الإقليم ما لا يقل عن 2350 مرتزقًا، عاد منهم 320 عنصرًا بعد أن تنازلوا عن كل شيء بما في ذلك مستحقاتهم المادية، بعد أن خدعتهم تركيا بمزاعم حماية منشآت النفط والغاز، ليجدوا أنفسهم في الصفوف الأمامية على جبهات القتال.
ومنذ بدء الصراع في الإقليم أكدت تركيا أكثر من مرة وقوفها إلى جانب أذربيجان، واستعدادها لدعمها عسكريا حتى بقوات تركية، كما دأبت مرارا على زج المقاتلين السوريين الموالين لها أبعد من الساحة السورية، من ليبيا إلى كاراباخ.
وأوقفت كندا صادرات الأسلحة إلى تركيا في بداية أكتوبر الماضي في أعقاب تحقيق حول احتمال تزويد هذا البلد معدات عسكرية كندية إلى أذربيجان، وذكرت صحيفة “ذا جلوبال آند ميل” الكندية، الجمعة، أن طائرة مسيّرة تركية، أسقطتها أرمينيا في كاراباخ، كانت مزودة بنظام استهداف كندي.
وبعدما تورطت تركيا في افشال كل الجهود لانهاء النزاع في كاراباخ، وواصلت تغيير موازين القوى بالسلاح والمرتزقة، طلب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان رسميا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء مشاورات “عاجلة” لتوفير الأمن في ظل النزاع مع أذربيجان على ما ذكرت وزارة الخارجية السبت.
وأوضحت الوزارة في بيان “طلب رئيس وزراء أرمينيا من الرئيس الروسي بدء مشاورات عاجلة بهدف تحديد طبيعة وحجم المساعدة التي يمكن لاتحاد روسيا أن يوفرها لأرمينيا لضمان أمنها”.
وتجمع روسيا وأرمينيا معاهدة باعتبارهما ينتميان الى منظمة معاهدة الأمن الجماعي، كما توجد قاعدة جوية عسكرية روسية في منطقة كيومري الأرمينية، إضافة الى منظومة دفاع جدي روسية متطورة.
وتأتي الدعوة ردًا على الدعم الذي تقدمه تركيا لاذربيجان في هجومها على منطقة كاراباخ سواء الدعم العسكري او عبر ارسال مرتزقة للقتال الى جانب الجيش الاذري.
وكانت السلطات التركية اطلقت تحذيرات تجاه أرمينيا بعد أن حملتها الأخيرة مسؤولية تصاعد أزمة كاراباخ ورفض أذربيجان الحلول السلمية.
كما تأتي دعوة أرمينيا لروسيا بعدما أخفقت يريفان وباكو خلال محادثاتهما في جنيف الجمعة، في الاتّفاق على وقف جديد لإطلاق النار في كاراباخ.
ومنذ اندلاع المعارك في 27 سبتمبر الماضي، قُتل أكثر من 1250 شخصا من الجانبين، بينهم أكثر من 130 مدنيًا، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تقوم بلاده عادة بدور الحكم والوسيط في المنطقة الأسبوع الماضي إن الحصيلة باتت قريبة من خمسة آلاف قتيل.