فريق العمل.. رانيا الوجيه ـ مها العواوده ـ مرعي عسيري ـ أحمد الأحمدي ـ ياسر بن يوسف ــ محمد قاسم
تضيء باستمرار إنسانية المملكة العربية السعودية وترسم ملامح العطاء، ومن أهم الدروس المستفادة والتي تجلت أمام العالم بوضوح، أن الكثيرين من أصحاب الشعارات الزائفة الذين كانوا ينادون بأهمية حقوق الإنسان، أغمضوا أعينهم عما يدور وتلاشت نداءاتهم، لترتفع بالمقابل أصوات العدل والإنسانية وتظهر الأفعال الراسخة بقيمة الإنسان من مملكة الإنسانية، معلنةً حفظ كرامة المواطن والمقيم وصيانة حقوقه بعيداً عن جنسيته وعرقه ودينه، واتساقا مع البصمات الإنسانية المضيئة للمملكة فقد قرر مجلس الوزراء خلال جلسته يوم أمس الأول صرف نصف مليون ريال لذوي المتوفى بسبب جائحة كورونا من العاملين في القطاع الصحي الحكومي أو الخاص من المدنيين أو العسكريين سعوديا أو مقيما وذلك اعتبارا من بداية الجائحة وتسجيل أول اصابة.”البلاد” التقت بعدد من أسر المتوفين بكورونا فأكدوا ان مثل هذه اللمحة الإنسانية الكريمة كان لها كبير الأثر في نفوس أسر المتوفين، ولافتين في الوقت نفسه إلى أن المملكة العربية السعودية نموذجا للإنسانية وأن الانسان اولا في هذه البلاد الطاهرة. في البداية أوضح حسين الحسيني شقيق الممرض خالد الحسيني والذي انتقل إلى رحمة الله بعد اصابته بفيروس كورونا قائلا: “شقيقي خالد شعر بأعراض فيروس كورونا آخر شهر شعبان، وكان حينها يذهب للدوام في مستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة لعمله ممرضاً في المستشفى، وحين يعود للمنزل يقوم بعزل نفسه في غرفة خاصة”. وكانت من صفاته انه يحب الجلسات العائلية والخروج الي البحر كان محبوبا في العمل والجميع يقدره وكان يحرص كل الحرص على عدم تعرض الاخرين للخطر وكان ــ رحمه الله ـــ يحكي ويقص على ما يحصل معه في العمل وما يقوم به مع زملائه في مساعدة الآخرين. ويتوقف برهة عن الحديث ليكمل قائلاً “شقيقي زادت أعراض المرض عليه، وتم فحصه في المستشفى، لتظهر الفحوصات إيجابية وتم تنويمه في المستشفى، وقبل رمضان بيومين دخل العناية المركزة .إلى أن توفي 24-9- 1441” في الحقيقة كان فقده بمثابة صدمة كبيرة لنا جميعا في محيط العائلة لانه الحنون والطيب.
كما علق مدير الصحة العامة في مجلس الصحة الخليجية الدكتور أحمد العمار، قائلا: رحم الله الممرض خالد الحسيني وهو أحد أبطال الصحة في مكة المكرمة ، الذي توفاه الله بعد إصابته بكورونا، وأضاف: تعازينا لأهله وزملائه، ونقول لأهله: افخروا بابنكم فقد توفي وهو يسعى في صحة وعلاج المصابين، وكلنا نفخر به رحمه الله.
وفي هذا السياق تواصلت البلاد مع والد رامي شمسي خضر الدعدي رئيس قسم الممرضين والذي توفى بسبب إصابته بكورونا وعبر بقوله: هذه اللفتة الإنسانية ليست بمستغربة على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي خفف عنا آلام فراق ابننا رامي والذي لايعوض فراقه شيء، وأثلج صدورنا وأسعدنا بهذه اللفتة الأنسانية وما قدمه لنا الملك سلمان ــ حفظه الله ـــ هو بمثابة تكريم على خدمة المرحوم لوطنه في الأزمات كونه أحد جنود هذا الوطن ، الذي لاينسى أبناءه أحياءً أو أمواتاً.
لفتة إنسانية
من جانبه أوضح محمد أحمد ناصر الزير بقوله أن هذه اللمسة الإنسانية ليست بمستغربة على قادتنا حفظهم الله ونيابة عن أفراد أسرتي اعبر عن عظيم شكري لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وسمو ولي العهد على هذه اللفتة الإنسانية لشهداء كورونا ، لافتا إلى أن والده ــ رحمه الله ــ كان يعمل مساعدا صيدليا في قطاع الصحة منذ 25 عاما وذلك في مركز الحزام للرعاية الصحية الأولية وكان المركز كلفه باستقبال المراجعين واصيب اثناء ادائه للعمل بتاريخ 20/11/1414 وانتقل إلى رحمة الله بتاريخ 12/12/1414 .
عطاء مستمر
وفي السياق نفسه ثمنت أسرة الطبيب المتوفي البروفيسور زكريا الفيصل وهو مواطن سعودي واستشاري عيون عمل في مستشفى الحبيب ورئيس قسم العيون بمستشفى قوى الأمن في الرياض بقرار دعم أسر المتوفين من الكوادر الطبية بسبب كورونا.
وقالت الزوجة باسمة :” هذا القرار غير مستغرب من القيادة الرشيدة التي غمرتنا بحبها وعطائها على الدوام، وبلا شك له بالغ الأثر في نفوسنا خاصة بعد فقدان الأسر للمعيلين”، فنوجه شكرنا وتقديرنا لحكومتنا الرشيدة على ماتبذله من أجل سلامة وراحة أبنائها. في عسير انتقل إلى رحمة الله تعالى بفيروس كورونا كل من فني التخدير حسن الشعلي وعبيد سعيد آل ناحي فني مختبر .
واوضحت اخصائية الأشعة شهد عبد العزيز بقولها : فقدنا زملاء مخلصين في عملهما ولكن عزاءنا هذه اللفته الإنسانية من والد الجميع في دعم اسرهم بمبلغ 500 الف ريال ولاشك أن ذلك سيكون له الأثر الطيب في نفوس ذويهم ويهون عليهم مصاب الفقد وهو ماتعودناه من حكومتنا الرشيدة أنها مع ابنائها ترعاهم بل وحتى المقيم الذي عومل معاملة المواطن في القطاع الصحي.
كما انتقل في مستشفى نجران الملك خالد بنجران رئيس قسم الباطنة والمناظير الدكتور على مثنى الزبيدي بسبب الجائجة العالمية. وقال ابنه الدكتور قاسم علي مثنى لقد فقدنا اباً حنوناً ولكننا لم نفقد حنو والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ــ موضحا أن اللفتة الانسانية الكريمة كان لها بالغ الأثر في نفوس اسر المتوفين بفيروس كورونا .
وتحدث الدكتور ايمن نمر احد اصدقاء الزبيدي بقوله : فقدنا أخا عزيزا ولكن بهذه اللفتة الانسانية خففت مصاب اسرته وتسهم في تدبير حياتهم المعيشيه وفق الله هذه البلاد لما فيه الخير . وقال أحد زملاء بالمستشفى الدكتور علي مثنى الزبيدي عرفناه استشاريا كبيرا في الطب الباطني والمناظير وكان ممن عمل باخلاص من بداية الجائحة حتى اصبح احد ضحايها جعله الله ومن مثله من الشهداء.
رعاية المواطنين
وفي مكة المكرمة عبر زياد طارق عيدروس ابن الطبيب المتوفي بسبب اصابته بفايروس كورونا الدكتور الاستشاري طارق عيدروس رئيس قسم الانف والاذن والحنجرة بمستشفى النور التخصصي عبر عن سعادته البالغة بهذه اللفتة الإنسانية التي تدل دلالة كبيرة وواضحة على عناية الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان حفظهما الله بابناء شعبهم ورعايتهم وتوفير كل ما يحتاجونه والوقوف معهم في السراء والضراء وقال زياد ان والده كان يعمل في مستشفى النور التخصصي وهو من الاستشاريين المميزين بشهادة زملائه الاطباء.
ومن المتوفيين الممرضة خير النساء التي كانت تعمل في مستشفى عسير المركزي.
اللفتة الإنسانية تكريم للمتوفين ورعاية لأسرهم
أكد المستشار الاقتصادي الدكتور حسين شبكشي أن القرار يعد خطوة إنسانية استباقية رائدة ومسؤولة من الحكومة السعودية الحكيمة توجه فيها رسالة تقدير عملية للجيش الأبيض كما يطلق على الكوادر الطبية العاملة في مواجهة فيروس كورونا وهي خطوة لقت قبولا وتقديرا فوريين من الشعب.
وقال صرح دكتور عبدالعزيز داغستاني المستشار الاقتصادي بقوله: هذا القرار يندرج في إطار الجانب الإنساني للاقتصاد خاصة وأنه شمل عائلات جميع الأطباء، وهذه لفتة إنسانية عالية ، فالجائحة ألقت بظلالها على الأسر عموماً وليس المجتمع التجاري فحسب، وهو قرار يلمس جانب التكافل الاجتماعي ويعين الأسر التي فقدت من يعيلها والذين شكلوا خط الدفاع الأول في المجتمع، وسيكون للقرار آثار اقتصادية ملموسة على الوضع الاجتماعي والمالي لمن تعرض لخلل في مصدر الرزق. قرار إنساني معتبر بكافة المعايير والمقاييس يعطي ثقة في العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، فالصديق وقت الضيق.
كما قال الأكاديمي والعضو السابق بمجلس الشورى الدكتور خليل بن عبدالله الخليل إن :” القرار إضافة تاريخية لسجل قيادة البلاد السعودية في مواجهة الأزمات بحزم وسخاء ومهنية ، حيث استطاعت المملكة من خلال التوجيهات السامية والجهود المخلصة والمتابعة الحثيثة، أن تواجه فيروس كورونا المستجد منذ البداية، مما أسهم في حماية المواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين والزوار بفعالية منحتها قصب السبق عالميا في المواجهة . وأكد أن القيادة السعودية ممثلةً في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، أعطت الأولوية القصوى للإنسان على أرض البلاد بدون تفريق بين مواطنين ومقيمين، ونفذت مشكورةً ومقدرةً الجهات الصحية المعنية بكوادرها الصحية المتميزة، التوجيهات بإخلاص ومهنية وبتضحيات من قبل المواجهين في القطاعات الصحية من أطباء وممرضين ومنظمين ، بتعاون وتكاتف.
إضافة تاريخية
من جانبه أكد المستشار الأسري فضيلة الشيخ أحمد حمودة أن القرار يعد لفتة إنسانية عميقة من قائد عظيم، تدل على اهتمام المملكة وقيادتها بأدق التفاصيل التي تتعلق بالمواطن والمقيم والإنسان بشكل عام، وهي لفتة واضحة على التكاتف الوطني في تقدير الكوادر التي تعمل من أجل خدمة الوطن والمواطن والعناية بهم.
من جانبه أشاد الدكتور نزار باهبري استشاري الأمراض الباطنية والأمراض المعدية في مستشفى الدكتور سليمان فقيه بالقرار الحكيم، والذي أكد أنه يأتي امتدادا لتقدير الدولة لكافة أبنائها، وخاصة عوائل المتوفين من الكوادر الطبية لمساعدتهم وعونهم وقال إن: قيادة المملكة دأبت منذ بداية الجائحة على استشعار روح الإنسان سواء للمواطن أو المقيم بخلاف كافة الدول، وقدرت هذه الجائحة وأصدرت قرارات ومبادرت لم تقدمها دول أخرى حرصا منها على سلامة وصحة الإنسان، فضلا عن شحذها لهمم كوادر ابطال الصحة. وأضاف” أنا كعامل في القطاع الصحي أشعر بفخر شديد لأنني أعيش في وطن يقدر أبناءه بكل الوسائل معنويا وماليا”، موجها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على دعمه المتواصل للإنسانية. ومنذ بداية جائحة كورونا فإن عناية المملكة لم تقتصر على المواطن دون غيره، بل شملت رعايتها المقيمين ومخالفي الإقامة أيضاً، فضلاً عن مد يد العون للكثير من الدول المتضررة، إذ وقّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله-، ستة عقود مع عدد من الشركات المتخصصة لتوفير الاحتياجات الضرورية من الأجهزة والمستلزمات الطبية لمكافحة انتشار فايروس كورونا المستجد في اليمن وفلسطين وتخفيف آثاره ومخاطره على مواطني هذين البلدين .
رعاية صحية
من جانبه قال المستشار القانوني والخبير في القوانين الاقتصادية وحوكمة القطاع العام الدكتور بلال عقل الصنديد إن القرار يشكل لفتة مهمة تؤكد حرص المملكة على الإنسان، كما يؤكد النهج الرعائي الذي تعتمده المملكة كمسار نحو مواطنيها الأمر الذي يقترن بحرصها على التعاضد الإنساني والاجتماعي مع المقيمين على أرضها. ويرى أن هذه المبادرة ترتبط ارتباطا وثيقا بتعاليم ديننا الحنيف حيث حرصت المملكة طوال فترة الجائحة على حفظ مواطنيها والمقيمين عليها من شرور الداء بتأمين الرعاية الصحية والدواء، وامتدت أواصر رعايتها لتعويض ذوي المتوفين من هذا الوباء، وخاصة من الكوادر الطبية الذين وقفوا في الصف الأول دفعا عن صحة وسلامة مجتمعهم خلال الجائحة، وفي ذلك إشارة إلى قوة اقتصاد المملكة رغم آثار الوباء الذي ألقى بظلال قاتمة على كل الدول.
مملكة الإنسانية
يؤكد صالح بن سفر الغامدي نائب رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم ببيشة أن المملكة العربية السعودية كانت ولازالت وستظل بإذن الله مضرب المثل في الحرص والاهتمام بكل إنسان يعيش على ترابها الطاهر ولا تفرق في ذلك بين مواطن أو مقيم فهي تعتبر كل من ينعم بثرى هذا الوطن ابنا من ابنائها فترعاه وتهتم به وبأسرته.
وأضاف” هذا الوطن حباه الله بقيادة رشيدة حكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، عم خيرها وانتشر نفعها للقاصي والداني في أرجاء المعمورة وآخر هذه اللمسات الحانية قرارها بصرف نصف مليون ريال لذوي المتوفى بكورونا من القطاع الصحي تقديرا منها لدور منسوبي الصحة وعرفانا منها ببذلهم وتضحياتهم فجزاهم الله خيرا وحفظ هذه البلاد المباركة منارة خير ومشعل هداية ورمز سلام للعالم أجمع حقا إنها السعودية العظمى مملكة الإنسانية”.
مضامين جليلة
في السياق قال الداعية الإسلامي محمد السبر إن القرار حكيم موفق ومسدد ويحمل دلالات عديدة ومضامين جليلة فهو: قرار إنساني بامتياز، وهو استمرار للجهود المميّزة التي تُقدّمها المملكة العربية السعودية منذ بداية جائحة كورونا وليس بمستغرب على حكومتنا وتطلعاتها لحماية المواطن والمقيم وتقدير واحترام كل من يعيش ويقيم على ثراها الطاهر فهو في المقام الأول لفتة إنسانية كبيرة ودرس في قيم حقوق الإنسان؛ فهذه الأرض الطيبة المباركة وقادتها الميامين ورغم المرحلة الصعبة التي ضربت العالم بسبب هذه الجائحة إلا أن الدولة – وفقها الله – تحملت وقدمت وبذلت ابتداء باستقبال المرضى والحالات المشتبهة حتى المخالفين ومعالجتهم على نفقة الدولة ومرورًا بالحظر بما فيه من خسائر اقتصادية وانتهاءً بصرف نصف مليون ريال لذوي المتوفي”.
وأكد أن السعودية هي قلب العالم الإسلامي والعربي النابض بالحب واليد التي تسكب الخير للجميع بلد العطاء، والقرار دلالة على تحمل المسؤولية في خدمة الدين والوطن وادارة الأزمات والقيام بالواجب وفيه درس للعالم أجمع .
وأوضح أن السعودية لازالت تؤكد قولًا وفعلًا بأن الإنسان أيًا كان عرقه فهو أولاً ، باعثة للعالم رسالة سلام ورحمة ومحبة منطلقة من القيم الدين الإسلامي السمحة وتقاليدها العربية الأصيلة.
وأوضح مازن السديري رئيس إدارة الأبحاث في شركة ماليه: لا شك أن هذا القرار هو قرار حكيم وإنساني وبه تفاعل كبير وثقة بين الحكام والمواطنين من خلال تأمين بيئة عمل إيجابية وآمنه تحفظ الحقوق للكوادر البشرية العاملين بها.
وقال كل من عبدالله محمد الحميد وعبدالله الغامدي، وفهد آل جماهير أن اللفتة الإنسانية تكريم للمتوفين ورعاية لأسرهم.