جدة – خالد بن مرضاح
جذبتها الدبابات الصحراوية في طفولتها، وأصابها شغف الدراجات النارية في سن مبكرة، ما دفعها للحصول على رخصة رسمية لسباقات الدراجات النارية، كأول سعودية تنالها، لتسير في الطريق الذي اختارته لنفسها، حالمة بأن تشارك يوماً ما في (رالي داكار).
دانيا عقيل، التي واجهت المصاعب خلال قيادتها للدراجات النارية، لم تثنها المخاطر المتنوعة عن مواصلة مشوارها الاحترافي، وممارستها لعشقها الأول، ساعية لدخول التاريخ من بابه الواسع، مؤكدة أنها تبذل قصارى جهدها لتحقيق أحلامها وطموحاتها التي لا تحدها حدود.
وتروي دانيا عقيل لـ(البلاد)، قصتها قائلة: “ذهبت إلى بريطانيا من عمر 14 سنة، وأكملت دراستي إلى أن حصلت على الماجستير في التجارة الدولية، وبعدها قدمت للحصول على رخصة سياقة الدراجة النارية في وسط المدينة وحصلت عليها”. وأضافت “عدت إلى المملكة في 2016، وانتقلت إلى دبي في 2019، وهناك تعرفت على أنواع الدراجات النارية وتمرست على سياقتها، وأعجبتني جداً فكرة الذهاب لحلبة السباق في الإجازة الأسبوعية واستئجار دباب وإجراء تدريبات به في الحلبة، وبعدها تقدمت للاتحاد السعودي وأجريت الاختبارات في الحلبة والحمد لله اجتزتها وحصلت على رخصة سباقات الدراجات النارية”.
بداية ومغامرة
ذكرت دانيا أنها بدأت موسم السباقات في الإمارات وبعدها بشهرين شاركت في موسم البحرين، وشاركت في سباق بالإمارات وحققت نتائج مشرفة لكن لم أكمل الموسم لتعرضي لحادثة سير في البحرين، وأصيبت بأربعة كسور في العظام؛ ثلاثة في الحوض، والرابع بالعمود الفقري. وتابعت “بعد 3 أشهر شفيت ولله الحمد، وبدأت مواصلة شغفي والتحدي في هذه الرياضة، فسقوطي من الدراجة النارية وإصابتي بكسور لم تثنني عن مواصلة شغفي، بل ضاعفت إصراري على المضي في طريق السباقات لتحقيق هدفي .
وحذرت دانيا في هذا الصدد من المخاطر العالية التي تنطوي عليها سباقات الدراجات النارية، ويجب أن يعيها ويتقبلها الإنسان قبل دخوله ميادينها ومضمارها.
وأضافت: “عالم الدراجات النارية، ليس سهلاً على الإطلاق، فهو يحتاج إلى قلب قوي وجرأة وروح مغامرة، وعلى الرغم من أن الرجال يسيطرون على هذه الرياضة في مختلف دول العالم، إلا أن السيدات ذوات الإرادة القوية والتحدي اقتحمن هذا المجال، مع معرفتهن التامة بمخاطر هذه الرياضة قبل دخولهن حلبة السباقات”.
عشق الطفولة
قالت دانيا إن رياضة الدراجات النارية هي عشقها منذ الطفولة؛ فهي تعشق الدبابات الصحراوية، مضيفة أن ممارسة هذه الرياضة باحترافية أثر على تطوري الشخصي، فهي تحتاج إلى الالتزام واللياقة والكثير من التدريب الذهني والجسدي للانضباط والقدرة على التحكم بالدراجة النارية، والتنافس مع الآخرين على الحلبة.
ولفتت إلى أنها بجانب رياضة الدراجات النارية تعشق السباحة، قائلة: “أحب السباحة فأنا من سكان جدة، ومن نعم الله علينا وجودنا على ساحل البحر الأحمر، حيث أحاول استغلال جميع الفرص للتواجد بقرب أحد أروع البحار بالعالم، وفي فصل الشتاء أسافر للتزلج على الجبال، وأحب الرياضات التي تمارس في الطبيعة”.
حلم العمر
وحول من وقف معها في مشوارها الرياضي، قالت دانيا إن “الأهل كانوا يشجعونني في هوايتي وفي نفس الوقت يخافون على سلامتي، فوالدي من هواة سياقة الدراجات النارية هو أصدقاؤه ويسافرون ويلتقون في الخارج ويستمتعون بسياقتها.
وفيما يخص حلمها المستقبلي، أكدت أنها تحلم بأن تشارك في “رالي داكار” الشهير، الذي تستضيفه المملكة للسنوات الـ5 القادمة، مبينة أنها بدأت التدرب من جديد، ولكن هذه المرة على يد عدد من المدربات العالميات المحترفات في هذا المضمار، ضمن برنامج لدعم السعوديات في عالم المحركات، وهي تعتبر خطوة كبيرة للنساء في المملكة لإظهار أنفسهن وقدراتهن في هذا المجال.
عصر التمكين
وعند سؤالها عن نظرة الناس لها كامرأة تقود دراجة نارية، قالت عقيل: “لم أفكر أنها رياضة رجالية لأننا نعيش في عصر تمكين المرأة وجميع الفرص والمجالات متاحة أمامها لإثبات قدراتها وكفاءتها فلم أتعرض لأية تحديات أو مشاكل في هذا الخصوص، بل وجدت التشجيع والتحفيز من الكل. وسعيدة جداً بنيل النساء السعوديات حقهن في القيادة، وهي خطوة إيجابية للغاية .