البلاد – رضا سلامة
رغم انتهاء حظر الأسلحة الأممي المفروض على إيران، أمس (الأحد)، وما صاحبه من ضجيج إعلامي ومحاولات لإيهام الرأي العام الداخلي بأنه انتصار للملالي، إلا أن تقارير دولية وأصوات محلية شككت في قدرة طهران على عقد تعاملات لشراء أو بيع السلاح نظرًا للأوضاع الاقتصادية المتردية وإعادة واشنطن كافة العقوبات الأممية مع تعهدها بملاحقة المتعاملين في سوق السلاح مع إيران، ما يجعل فك الحظر على سلاح إيران حبرًا على ورق.
وأكد الباحث والمحلل السياسي الإيراني سينا عضدي، وفقا لصحيفة “اعتماد”، أن تجارة الأسلحة لإيران غير ممكنة ما دام ترمب لا يزال موجودًا في البيت الأبيض، موضحًا: “ما دام ترمب رئيسا للولايات المتحدة فإنه سيجتهد لمنع روسيا والصين من بيع الأسلحة لإيران، مشيراً إلى أن إيران لا تمتلك الأموال الكافية لدفعها مقابل صفقات الأسلحة، خاصة وأن الصفقات التي ترغب طهران في القيام بها باهظة الثمن، بالنظر إلى أسعار العتاد العسكري، ناهيك عن تكاليف صيانته والحفاظ عليه. بدورها، أشارت صحيفة “فرهيختكان” إلى قائمة الدول التي قد تكون إيران مقبلة على بيع أسلحتها إليها، ذاكرة سوريا واليمن كبلدين رئيسيين في هذه القائمة، إلا أن خبراء أكدوا صعوبة أي صفقات إيرانية مع النظام السوري أو ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، بسبب الحظر المفروض عليهما وعدم وجود آلية للدفع المالي ومعارضة القوى الكبرى لمثل هذه الصفقات.
وفي السياق ذاته، أفاد تقرير للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أنه من غير المرجح أن تتمكن إيران من عقد صفقات أسلحة في المدى القريب نظرًا للمخاطر التي ستنجم عن ذلك.
ورأى التقرير أن الاتحاد الأوروبي سيبقي على حظر الأسلحة الخاص به على إيران حتى عام 2023 على الأقل، كما أن إسقاط إيران طائرة ركاب أوكرانية في يناير الماضي، ومصادرة ناقلات في مضيق هرمز في عام 2019 يلقي بظلال من الشك على قرارات بيع أسلحة لإيران، فضلًا عن صعوبة دفع ثمن الأسلحة التي تريدها إيران، نظرا للعقوبات والحظر المالي المفروضين عليها من قبل الولايات المتحدة.
وبحسب التقرير، رغم معارضة الأوروبيين تمديد حظر الأسلحة على إيران من قبل الولايات المتحدة، إلا أنهم أرسلوا رسائل إلى طهران مفادها أن ذلك لا يعني استعدادهم لبيع الأسلحة إليها، وأيضًا رغم الخلافات بين الأوروبيين وإدارة ترمب حول إيران، لكنهم في الوقت نفسه يشاركون واشنطن القلق حول أن إيران ستستغل هذه الفرصة لتزويد الميليشيات في المنطقة بالسلاح.