جدة ـ حليمة أحمد
اضطراب التوحد هو سلوك متغير بدرجة ملحوظة في النمو العصبي ويظهر للمرة الأولى في مرحلة الطفولة ويتميز المرض بوجود ثلاثة أعراض محددة ضعف في التفاعل الاجتماعي وضعف في التواصل واهتمامات وأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة . وفيما يكافح العالم للتخلص من جائحة كورونا فإن رؤى 29 عاما والدة طفلة مصابة بالتوحد تعمل بمنهجية من أجل تجاوز إبنتها دائرة التوحد ومحاولة دمجها في حراك المجتمع.
وتقول رؤي وهي تستعيد من أقاصي ذاكرتها بداية تشخيص إبنتها فاطمة بأعراض التوحد ، لافتة إلى أنها تعمل مساعد طبيب أسنان وحينما كانت إبنتها فاطمة في الثانية من عمرها كشف مجهر الطب أنها مصابة بالتوحد، موضحة أنها في البداية عاشت شعورا ممزوجا بالخوف من المجهول والتفكير في حالة إبنتها في المستقبل.. وتضيف أن أعراض التوحد بدأت تظهر على فاطمة ومن ابرز تلك الاعراض عدم تواصلها بصريا ولفظيا مع محيطها المجتمعي وكانت دوما تعيش في عالمها الخاص بعيدا عن الأسرة ولا تستجيب لأي أمر، لافتة إلى أن إبنتها المصابة بالتوحد بعد التدخل الطبي المبكر بدأت تتواصل إلى حد ما ما محيطها لكنهامازالت متأخرة عن اقرانها من ناحية النطق.
وإستطردت أن مشوار آباء وأمهات اطفال التوحد مليء بالخوف والهواجس ولكنهم يستطيعون التغلب على هذه العقبات موضحة أن فاطمة تهتم باللعب بجميع انواعه. وتحب السباحة والركض في الطبيعة وإكتشاف كنه الأشياء، وهى طفله سعيدة تحب الاستكشاف لكنها لا تعرف المخاطر المترتبة على ما يمكن ان تتعرض له ما يجعل تكيفها في المجتمع الطبيعي صعب جداً ومهاراتها الاجتماعية محدودة سواءً مع الكبار أو مع الاطفال بعمرها في دائرتنا الاجتماعية التي لا تتعدى افراد العائلة المقربين ،ولا أعلم ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر ولكنني متأكدة انها ستصبح ما تتمنى.
وتضيف رؤى بقولها :قرأت كثيراً عن التوحد ووجدت الكثير من الخرافات في مواقع التواصل الاجتماعي وما يحزنني ان كثيراً من الاهالي يقعون تحت شباك النصب والترويج لعلاجات كاذبه بحجه ” نجرب ونشوف ” وبالنسبة لي فإن مرجعي دائماً هم الاطباء و الاخصائيين وابحث بصفة مستمرة عن كيفية التعامل مع حالات الغضب و تحفيز اللغة.
وحول ابرز التحديات التي واجهتها خلال تربية أبنتها المصابة بالتوحد قالت :
التحديات تتمثل في مجتمعنا ، فالناس لدينا دوما ينظرون لأطفال التوحد وأهاليهم نظرة حزن وشفقة أريد من الجميع ان يعرف ان طفل التوحد ليس مريضاً بل مختلفاً ، طفل التوحد يحتاج من المجتمع ان يتقبله كما هو . وفي لقاء مع إخصائية التوحد زينب حسن زمزمي قالت : هناك فرق كبير بين التوحد والانطواء .. التوحد اضطراب اما الانطواء مكتسب والتوحد هو اضطراب عصبي نمائي يؤثر على التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل والسلوكيات النمطية والتكرارية وأسباب التوحد الوراثية ، جينيه ، غير معروفة أما الانطواء هو شعور بالنقص أمام الآخرين وانسحابه من الحياة الاجتماعية وعدم التفاعل مع البيئة المحيطة به ويكون ذلك ناتجاً من عدم امتلاكه للمهارات الاجتماعية الأساسية واللازمة في عملية التفاعل وقلة ثقته بنفسه وأسبابه فسيولوجية أو جسمية، مجتمعيه، اسريه وتربوية، نفسيه ومن الأفضل الحاق ذوي اضطراب التوحد بمدرسة حكومية التي تقدم له خدمات الدمج مع الاطفال العادين، ومن المفترض تقديم الدعم لهم في نفس المدرسة من نطق وتعديل سلوك وما يحتاجه لان في المراكز يتم عزلهم وبالتالي يفتقر اكتساب مهارات تساعده وتدعمه مهنياً واجتماعياً اما في المدارس العادية وباستخدام استراتيجيه الدمج الكلي او الجزئي يصبح يمتلك بيئة مليئة غنيه بالمهارات ويعود ذلك نفعاً عليه بالتطور وهذا ما اثبتته الدراسات وهو مطبق في معظم الدول الاخرى. ولتحقيق الانخراط المجتمعي وتحقيق المساواة في التعليم يجب تهيئة كلا من المدارس والمعلمين والطلاب والعائلات لعملية الدمج وتضيف بقولها: حتى يومنا هذا لا يوجد علاج يساعد على الشفاء التام ولكن اَلطُّرُق المُتّبعة في علاجهم تساعدهم على زيادة قدراتهم ودعمهم لممارسة نشاطاتهم وحياتهم اليومية .
وأضافت من الأفضل اكتشاف التوحد مبكرا لكي يتسنى للطفل الانضمام في برامج التدخل المبكر.