القاهرة – عمر رأفت
فيما تحول وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا حبرًا على ورق، في ظل تبادل الطرفين للقصف والاتهامات حول خرق الاتفاق، ارتفعت مبيعات الأسلحة التركية لأذربيجان 6 أضعاف، وأعادت يريفان التأكيد على دور أنقرة في تأجيج النزاع عبر دعم باكو بالسلاح والمرتزقة.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية، أمس (الخميس)، أن القوات المسلحة الأذربيجانية قصفت ناجورنو كاراباخ مجددًا، فيما تواصل قوات الإقليم التصدي للهجمات، كما اتهم وزير الخارجية الأرميني أذربيجان بمواصلة نسف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، معتبرًا أن باكو مستمرة في شن حرب واسعة النطاق ضد كاراباخ بدعم وتورط مباشر من تركيا ومقاتلين “إرهابيين” تزج بهم للقتال هناك.
وأوقعت المعارك الأخيرة في ناجورنو كاراباخ أكثر من 600 قتيل، وفقا لحصيلة جزئية يرجح أن تكون أعلى بكثير، لأن أرذبيجان لم تكشف عن الخسائر في صفوف قواتها.
وتشير الأدلة إلى دور تركيا كمشعل للصراع بين البلدين، بما في ذلك إعداد خطة حرب باكو، حسب ما كتب المحللان بيترو شاكاريان وأرتوم تونويان عن الأوضاع الأخيرة في مجلة “ناشيونال انترست”، وأكدا أن التدخل في إقليم كاراباخ جزء من الطموحات الجيوسياسية المتزايدة لأردوغان، الذي يخاطر بتحويل صراع محلي بين الأعراق إلى حرب إقليمية كبرى.
وأشار شكاريان وتونويان إلى صور الأقمار الصناعية التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” بمطار جانجا الدولي الأذربيجاني، والتي كشفت عن وجود طائرات مقاتلة تركية من طراز F-16، والتي تؤكد يريفان أن تركيا استخدمتها ضد القوات الأرمينية في وقت مبكر من الحرب، بينما اتهمت أرمينيا تركيا بإرسال مرتزقة لدعم القوات الأذربيجانية في المنطقة العرقية الأرمينية. وقال المحللان إنه من خلال إلقاء ثقله الكامل خلف باكو، يحاول أردوغان تأسيس موطئ قدم في القوقاز، بعد سوريا وليبيا.
ولم يكتف أردوغان بالتدخل في الصراع عسكرياً، بل استغله لبيع الأسلحة التركية لأذربيجان بزيادة قدرها 6 أضعاف عن الأعوام الماضية، حسبما ذكرت تقارير محلية، مبينة أن أذربيجان اشترت معدات دفاع وطيران بقيمة 123 مليون دولار من تركيا في الأشهر التسعة الأولى من 2020، وفقًا لبيانات جمعتها جمعية المصدرين الأتراك.