البلاد – محمد عمر
شكل تبادل الأسرى في اليمن اختراقاً نادراً ومهماً في مسار الحرب التي أثارتها المليشيا الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران، إذ أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، عن وصول 19 أسيراً من قوات التحالف إلى قاعدة الملك سلمان الجوية مساء أمس (الخميس)، من بينهم 15 أسيراً سعودياً و4 أسرى سودانيين.
وطبقا للعقيد المالكي، كان في استقبال العائدين من الأسرى عند وصولهم لقاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض قائد القوات المشتركة المكلّف الفريق الركن مطلق بن سالم الأزيمع، والملحق العسكري بسفارة جمهورية السودان لدى المملكة العميد الركن مجدي السماني وعدد من أركانات قيادة القوات المشتركة وضباط الارتباط من الجانب السوداني الشقيق بقيادة القوات المشتركة وأهالي وذوي الأسرى.
وبين العقيد المالكي أن وصول الأسرى من قوات التحالف يأتي في إطار اهتمام القيادة السياسية والعسكريه بالتحالف بعودة كافة الأسرى والمحتجزين، مؤكداً تثمين قيادة القوات المشتركة للتحالف لجهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكذلك المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفثس في الوصول إلى تنفيذ اتفاق تسليم الأسرى والمحتجزين بالمرحلة الأولى وفي إطار اتفاق “ستوكهولم”.
ويعتبر ملف الأسرى ملفًا إنسانيًا لاقى الاهتمام الكبير من قيادة التحالف، التي عبرت عن رغبتها بإنهاء هذا الملف، مؤكدة على تعاملها الدائم بالمبادئ الأساسية لاتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بالأسرى وتوفير العناية الطبية اللازمة والأماكن المناسبة لهم بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني، داعية إلى تجنب تسييس أو عسكرة هذا الملف الإنساني.
وتعد جهود قوات التحالف ومبادراته خطوة مهمة لإنجاح الاتفاق وتهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لدعم حل الأزمة اليمنية والوصول إلى حل سياسي شامل، وتمثل خطوة إيجابية ما بين طرفي النزاع في حال أرادت الميليشيا المضي قدماً في الوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
وتجري، اليوم عملية تبادل دفعات أخرى من الأسرى بين الحكومة اليمنية الشرعية والميليشيا الحوثية الانقلابية، بالإفراج عن 200 أسير حوثي مقابل 251 أسيرًا من المقاومة الجنوبية يتم نقلهم عبر مطاري صنعاء وعدن، بعد أن تم أمس الإفراج عن 480 أسيرًا حوثيًا مقابل و250 تابعين للحكومة، ونقلوا عبر مطارات إلى مناطق تابعة للطرفين.
وتشمل عملية التبادل، التي تتم برعاية الأمم المتحدة وبتنظيم لوجستي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، نحو 1181 أسيرًا من الجانبين، في أكبر حدث من نوعه منذ 2014، وأهم اختراق لمسار الحرب، ما قد يشكل تمهيدًا لإطلاق سراح جميع الأسرى، كما نص عليه اتفاق ستوكهولم في ديسمبر2018.
ورحب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، أمس، ببدء طرفي النزاع في البلاد، عملية إطلاق سراح المعتقلين، وفقاً لما اتفقا عليه في سبتمبر الماضي في سويسرا والتزامهما في ستوكهولم.
وقال غريفيث في بيان نشره مكتبه على “تويتر”، إن “عملية إطلاق سراح الأسرى، علامة جديدة بأن الحوار السلمي يمكن أن يؤدي إلى نتائج حميدة”، وأضاف “أهنئ العائلات التي ستستقبل أحباء لها طال انتظارهم. وآمل أن يلتقي الطرفان قريبًا برعاية الأمم المتحدة لمناقشة إطلاق سراح كل المعتقلين والسجناء على خلفية النزاع”.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن: “أكبر عملية لتبادل الأسرى في اليمن تنفذ حاليًا، وسيتم بموجبها الإفراج عن أكثر من ألف محتجز”، مضيفة: “وبدورنا كوسيط محايد، سنساعد مئات المحتجزين السابقين على العودة إلى ديارهم”.
إلى ذلك، قال رئيس لجنة شؤون الأسرى في الحكومة اليمنية الشرعية، هادي هيج، إن عملية تبادل الدفعة الأولى تمت استنادًا للاتفاق الذي وقعه الطرفان في سويسرا أواخر سبتمبر الماضي، بعد اكتمال الاستعدادات والترتيبات اللوجستية، حيث جرى نقل الأسرى على دفعتين من صنعاء إلى سيئون والعكس، على أن يتم نقل دفعات أخرى من الأسرى في أقرب وقت.
وتطالب الحكومة اليمنية الشرعية، بإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسريا وفقا لـ”مبدأ الكل مقابل الكل”.