الدولية

تأجيل الاستشارات النيابية يزيد غموض المشهد اللبناني

البلاد – مها العواودة

مع استمرار حالة عدم المبالاة لدى سياسيي لبنان، وغض الطرف عن مخاطر انزلاق البلد إلى أتون حرب مالية واقتصادية تنذر بارتفاع نسب الفقر المدقع وزيادة المهاجرين من لبنان وتعمق الأزمة، جاء إرجاء الاستشارات النيابية لاختيار رئيس للوزراء يتولى تشكيل الحكومة الجديدة إلى أسبوع جديد 22 أكتوبر ليعمق مخاوف اللبنانيين من مستقبل بلدهم، ويؤكد فساد الطبقة السياسية الحاكمة التي تبحث عن مصالحها الخاصة في وقت لا يملك فيه البلد المنهك ترف إهدار الوقت.

ردود الكتل النيابية على وفد كتلة المستقبل ورفض بعضها استقباله بعد صولاته وجولاته من أجل الدفع بتسمية الحريري رئيسا للحكومة المنتظرة، تدفع باتجاه التأكيد على أن رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري لا يملك إجماعا أو توافقا على تولي مهمة تشكيل حكومة إنقاذ.

وقال النائب عن كتلة القوات اللبنانية العميد وهبي قاطيشا، إن وفد كتلة المستقبل طرح في زيارته إلى حزب القوات اللبنانية بأن التمسك بالمبادرة الفرنسية هو الحل الوحيد، وكان رد القوات اللبنانية بأن الحكومات التي تمثل الأحزاب لن تنقذ الوضع، حيث سبق وأن جربت مثل هذه الحكومات وأثبتت فشلها في إدارة البلد، وأن المبادرة الفرنسية هي الطريق الوحيد للخلاص من الأزمات بشرط أن تتبع بحكومة مستقلين يترأسها شخص من خارج الإطار السياسي مدتها 6 أشهر لإنقاذ البلد، وإنتاج سلطة جديدة من خلال الانتخابات النيابية المبكرة استجابة لمطالب المنتفضين، مشيراً إلى أن كتلة القوات اللبنانية اتفقت على عدم تسمية الحريري نظراً لاتفاقه مع الثنائي “حزب الله، وحركة أمل” لتشكيل الحكومة وبالتالي ستكون مثل حكومة حسان دياب والحكومات السابقة التي أدت إلى الفشل.

من جانبه، قال عضو اللقاء الديمقراطي النائب الدكتور بلال عبدالله، إن الحزب التقدمي الاشتراكي لم يستقبل وفد الحريري لوجود عدة ملاحظات وتحفظات من وليد جنبلاط وجبران باسيل، فيما أكد القيادي في تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش أن الهدف من وراء مشاورات وفد كتلة المستقبل هو استكشاف موقف الكتل النيابية من قضية الالتزام بالمبادرة الفرنسية، خصوصاً في ظل إقرار الكتل بأن المبادرة الفرنسية هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان.
في السياق، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في تغريدة له على “تويتر”: “‏يوما بعد يوم يتأكد بالدليل الحسي القاطع أنه مع هذه الأكثرية النيابية، وهذه المجموعة الحاكمة، (فالج ما تعالج) الحل الوحيد انتخابات نيابية مبكرة”.

ويوافقه في الرأي عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش، الذي قال إن الكتل جميعها كانت إيجابية في موقفها تجاه المبادرة الفرنسية، وجولتنا لم تكن تهدف إلى تأليف الحكومة الجديدة، وإنما الاتفاق على المبادرة الفرنسية وإقرار كل الفرقاء بموافقتهم على بنودها، باستثناء “حزب الله” الذي أكد عدم موافقته على بعض بنود المبادرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *