القاهرة – البلاد
تعمل تركيا على إشعال الصراعات على امتداد مناطق تدخلاتها حول العالم، وتؤجج نيران الحروب عبر تدخلها المباشر أو من خلال ميليشياتها، وتواصل عرقلة مساعي السلام والتهدئة في ناجورنو كاراباخ وليبيا، إذ قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس (الأربعاء)، إن موسكو غير متوافقة مع مواقف تركيا بشأن النزاع على إقليم ناجورنو كاراباخ، منوهًا إلى أن العمليات العسكرية التي تدعمها أنقرة لصالح أذربيجان لن تحل المشكلة ويعقد النزاع القائم حالياً، مشددًا على أنه يجب نشر قوات حفظ السلام في إقليم كاراباخ لمراقبة وقف إطلاق النار هناك، وأن تركيا وإجراءاتها يجب أن تكون شفافة.
ولا تزال أرمينيا وأذربيجان تتبادلان الاتهامات بانتهاك هدنة تم التوصل إليها قبل 5 أيام بهدف إخماد قتال على إقليم ناجورنو كاراباخ، فيما ظهرت مخاوف مجموعات دولية من تفجر أزمة إنسانية في المنطقة، خاصة مع إصرار أنقرة على صب الزيت على النار هناك، ومواصلة ضخ السلاح والمرتزقة لدعم أذربيجان في مواجهة أرمينيا.
من جهته، ناشد وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو أرمينيا وأذربيجان، الالتزام بالهدنة في ناجورنو كاراباخ، ودعا نظيريه الأرميني والأذربيجاني إلى الوفاء الكامل بالالتزامات التي توصل إليها الطرفان في موسكو.
وفي الملف الليبي، بينما ينتظر الليبيون تفكيك الميليشيات التي يستمر وجودها في تقويض الأمن غرب البلاد وإفساد العملية السياسية، وإخراج المرتزقة والأتراك من ليبيا، بدأت أنقرة في تدريبهم بغرض تقويتهم وشرعنتهم، وذلك بعد تسليحهم ودعمهم في حرب الأخيرة ضد الجيش الليبي. وأقرت وزارة الدفاع التركية، بأن قواتها تواصل تدريب قوات حكومة الوفاق، ونشرت صورا من التدريب أظهرت فريقا عسكريا تركيا بصدد تكوين عناصر من قوات الوفاق كيفية استخدام الدبابة التركية “آم 60” في أحد معسكرات التدريب بمدينة مصراتة. وزعمت أن الدورة تأتي في نطاق اتفاقية التدرب والتعاون والاستشارات العسكرية التي تقدمها تركيا لحكومة الوفاق الليبية، لكن المراقبون يرون أنها مناورة تركية للالتفاف على المطالب الداخلية والدولية التي تطالب بحل الميليشيات المسلحة الضالعة في عدّة أعمال إجرامية وإنهاء وجودها.
ويتعارض هذا النهج التركي مع الجهود السياسية الإقليمية والدولية المبذولة حاليا لإيجاد حل للأزمة السياسية، حيث تنظر اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة بين طرفي النزاع في سبل توحيد المؤسسات الأمنية في ليبيا وتشكيل قوات نظامية، بعد حل المجموعات المسلّحة وتفكيك أسلحتها.
يأتي ذلك فيما جددت الولايات المتحدة دعمها الكامل لجلسات الحوار السياسي الليبي التي ترعاها الأمم المتحدة، ورحب السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، خلال اجتماعه مع المبعوثة الأممية في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، باستئناف المحادثات العسكرية خمسة زائد خمسة (5 + 5)، التي ستُعقد في جنيف 19 أكتوبر الجاري، واجتماع تونس نهاية الشهر، وهي الاجتماعات التي قال السفير إنها تمثل خطوة نحو نزع السلاح في وسط ليبيا، والخروج النهائي للعناصر العسكرية الأجنبية من البلاد.