إن رؤية 2030 قد اعتمدت قطاع السياحة كأحد أهم العوامل الرئيسية في برنامج التحول الوطني على اعتبار أن السياحة من أهم البدائل الاقتصادية لتنويع مصادر الدخل، ونظراً لأهمية قطاع السياحة فقد تم إنشاء وزارة خاصة بها ظلت تأخذ على عاتقها من خلال مبادرات ومشاريع طموحة تحقيق صناعة سياحية تليق بمكانة ودور المملكة وتسهم بقوة في رفد الاقتصاد الوطني.
ومنذ إطلاق رؤية 2030 تم وضع عدة خطط وبرامج لتنفيذ عدة مشاريع سياحية رائدة في القطاع السياحي منها على سبيل المثال لا الحصر صدور قرار هيئة السياحة بقيام مكتب تحقيق الرؤية كآلية لتنفيذ كافة المبادرات السياحية المطروحة، كذلك تأسيس الهيئة العامة للترفيه لتضطلع بترتيب وتنمية قطاع الترفيه، حيث تم الإعلان في أبريل 2017 عن أكبر مدينة ترفيهية وثقافية ورياضية في العالم باسم مشروع القدية، كما منحت الجهات المختصة تراخيص لشركات سياحية ترفيهية عالمية بجانب إعلان هيئة السياحة عن 30 فرصة استثمارية على صعيد السياحة والتراث العمراني، كما أعلن سمو ولي العهد عن إطلاق مشروع البحر الأحمر السياحي على أكثر المواقع الطبيعية جمالاً وتنوعاً في العالم، فضلاً عن الجهود المبذولة لتسجيل المواقع الأثرية الموجودة في المملكة لدى منظمة اليونسكو بجانب تأسيس أكبر متحف إسلامي في العالم فضلاً عن برنامج تطوير الأسواق الشعبية كسوق محايل عسير والمخواة وغيره، كذلك ترقية 10 مواقع سياحية جيولوجية خلال الأعوام الخمسة المقبلة، فضلاً عن برنامج هيئة السياحة الرامي إلى تطوير 10 مواقع ساحلية و9 مواقع جبلية و6 مواقع صحراوية.
وكل تلك المشروعات السياحية التي تضطلع بها الدولة ترفد مستوى الدخل وتتيح فرصاً وظيفية للمواطنين بما يصل إلى مليون وستمائة ألف وظيفة حالياً، كما أنه من المتوقع ارتفاع عدد زوار المملكة من 17.07 مليون إلى 23.3 مليون زائر بحلول عام 2023م.
إن المملكة هي دولة بحجم قارة لذا فإن المواقع والواجهات السياحية فيها كثيرة ومتعددة ومتنوعة ما بين الشواطئ والجزر والجبال والمناظر الطبيعية والمواقع الأثرية والتاريخية القديمة، وفوق هذا كله قدوم المسلمين إلى الأماكن المقدسة لأداء شعائر الحج أو العمرة، كما أن هنالك واجهات سياحية عدة منها على سبيل المثال سواحل المملكة الغربية والشرقية وجزيرة تيران وشاطئ أملج وطبيعة الطائف وأبها والباحة فضلاً عن المواقع الأثرية كمدائن صالح والدرعية والعلا وغيرها مما لا يتسع المقام لإيرادها جميعاً.
إن كل المقومات السياحة متوفرة في المملكة ويتبقى تدريب وتطوير الكوادر السياحية الوطنية القادرة على عكس هذا الثراء السياحي للزوار الأجانب من خلال العمل على زيادة أعداد المرشدين السياحيين وتوعيتهم وتدريبهم وإطلاق حزمة من البرامج السياحية وتهيئة المعالم السياحية وإظهارها للعالم.
باحثة وكاتبة سعودية
@J_alnahari
