المحليات

استكمال مسيرة التعليم عن بعد بطرق إبداعية

جدة- البلاد

شكل صدور الأمر السامي الكريم باستمرار التعليم عن بعد لما تبقى من الفصل الدراسي الأول في التعليم العام والتعليم الجامعي والتدريب التقني، وفق الضوابط المطبقة خطوة رائدة في تعامل المملكة مع جائحة كورونا المستجد بما يضمن سلامة الطلاب من الإصابة بالفيروس، وثقة مطلقة في نتائج التعليم عن بعد في إطار تجربة المملكة الثرية في إدارة الأزمات وانطلاقاً من الحرص على تمكين الطلاب من مواصلة تعليمهم في كافة الطروف.

وقد تجاوز القطاع التعليمي تحديات عدة وفقاً للعديد من الخبراء منها تغيير الثقافة عند المعلّم والطالب، وكيفية تقديم التعليم بشكل متميز لطلاب الاحتياجات الخاصة، والتحول نحو مفهوم التصميم التعليمي ونظرياته ومفاهيمه وكسر الحاجز النفسي لدى أعضاء هيئة التدريس والطلاب.

كما ساهم تكاتف جهود المعلمين والمعلمات وفريق التطوير في نجاح فكرة التعليم عن بُعد خلال الجائحة فيما كشف وزير التعليم عن عزم الوزارة إجراء دراسات مسحية للطلاب والطالبات لمعرفة سلوكياتهم في الدخول لمنصة مدرستي، والتفاعل معها، والاستفادة من خدماتها، إلى جانب التعرف على التحديات التي قد تواجه بعضهم، لا سيما في الأماكن النائية، مؤكداً أن الوزارة لن تتخلى عن واجبها في إيصال التعليم لجميع أبناء وبنات السعودية على الرغم من الظروف الاستثنائية للجائحة. وأضاف: “قدمنا حلولاً، بالإضافة إلى مدرستي، منها النقل الفضائي على 23 محطة تلفزيونية، ثلاث قنوات منها للتربية الخاصة، وقناة للتعليم المستمر، وتغطية جميع الفصول من الأول الابتدائي إلى الثالث الثانوي، ووضع هذه الدروس على يوتيوب ليسهل على الطلاب العودة إليها متى رغبوا في ذلك”.

استجابة سريعة وبداية موفقة

اتساقا مع الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها المملكة للتصدي لفيروس كورونا المستجد حرصا على سلامة وصحة المواطنين والمقيمين بادرت وزارة التعليم ووفقاً لهذه الاجراءات بتعليق الدراسة في جميع مدارس ومؤسسات التعليم العام والأهلي والجامعي والفني حتى إشعار آخر مع التوجيه بتفعيل المدارس الافتراضية والتعليم عن بُعد خلال فترة تعليق الدراسة، بما يضمن استمرار العملية التعليمية بفاعلية وجودة حيث تم تفعيل منصات التعلم الإلكتروني للتعليم العام الحكومي والتعليم الأهلي، بالإضافة إلى اتخاذ العديد من الإجراءات العاجلة.

وأطلقت المملكة نظام التعليم عن بعد لكل المدارس والجامعات والذي يعد أحد طرق التعليم الحديثة نسبياً وذلك من خلال تفعيل خاصية المدارس الافتراضية والمنصات التعليمية الجامعية للتعلم عن بعد خلال فترة التعليق كإجراء احترازي وتبع ذلك تقييم العملية التعليمية عن بُعد، ورفع النتائج إلى المقام المسامي، للخروج بقرار العودة إلى المدارس أو استمرار التعليم عن بُعد حيث سبق أن اعتمدت الوزارة سبعة أسابيع،لتكون الدراسة فيها عن بُعد لكافة مراحل التعليم العام، وكذلك للجامعات بحيث تتم عن بُعد للمقررات النظرية وحضوريًا للمقررات العملية.

وأكد وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ أن الوزارة نهضت بقطاعاتها المختلفة تجاه واجباتها كبقية مؤسسات الدولة مستظلة بتوجيه القيادة الحكيمة وفقها الله، ودعمها غير المحدود لكل القطاعات، مشيراً إلى أن المسؤوليات التي تتحملها وزارة التعليم في المملكة فرضت كل الخيارات والممكنات الميسرة لتقديم المعرفة للطلاب، وهو ما أكدته الوزارة في أكثر من مناسبة في أن التعليم والعمل عن بُعد ليست قصة جديدة عليها، بل هي مهمة أساسية من مهام الوزارة، وقد شرعت في تقديمها قبل أزمة فيروس كورونا بسنوات. وأبان أن الجديد اثناء الجائحة كان يلامس تعميم الاستخدام وتطوير الموجود من أوعية التعليم عن بُعد والتوسع فيها كماً ونوعاً لتعظيم فائدة المستفيدين، مؤكداً على إكمال المسيرة بثبات والسعي الدؤوب للنهوض بالمجالات التربوية والثقافية والعلمية في أوطاننا العربية الزاخرة بالمواهب والكفاءات والهمم عبر أساليب مبتكرة وطرق إبداعية.

إلغاء اختبارات التعليم العام

وقررت وزارة التعليم إلغاء اختبارات التعليم العام للفصل الدراسي الثاني، ونقل جميع الطلاب والطالبات للصفوف التي تلي صفوفهم الحالية.وشمل القرار اعتماد نتيجة الفصل الدراسي الثاني لطلاب جميع المراحل لتكون نتيجة الفصل الدراسي الأول نفسها، بينما يُعدّ طلبة المرحلة الثانوية (ناجحين) في جميع المقررات التي يدرسونها (الفصلي – المقررات) في هذا الفصل الدراسي دون أن يتأثر المعدل سلباً. ودعت الوزارة المدارس التي أكملت أعمال السنة كافة بالإضافة للتقويم الختامي، إلى رصد جميع التقويمات التي تحصَّل عليها الطلاب والطالبات خلال فترة ما قبل تعليق الدراسة حضورياً، وما تحصَّلوا وسيتحصلون عليه من خلال الدراسة عن بعد؛ لمعرفة مستوى تحصيلهم الدراسي مع اعتماد النتيجة الأعلى، على أن تُجرى عمليات التقويم – لمن يرغب – مع بداية العام الدراسي المقبل، في المهارات الرئيسة لكل مادة دراسية، وذلك لمعرفة مستوى التحصيل الدراسي للطلاب والطالبات، ولتنفيذ المعالجات التعليمية اللازمة، وتحتسب لهم النتيجة الأفضل. وقال وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، إن قرار نقل طلاب وطالبات التعليم العام للصفوف التالية يأتي استمراراً لجهود القيادة في التعامل مع الظروف الاستثنائية لجائحة كورونا، حيث تم استكمال المناهج الدراسية عن بُعد بجهود من المعلمين والإداريين ويشمل طلاب وطالبات مراحل رياض الأطفال، الابتدائية، المتوسطة، والثانوية في جميع المناطق والمحافظات.

تجربة الجامعات

أنهت الجامعات السعودية تجربتها بنجاح في التعليم عن بُعد خلال الفصل الدراسي الثاني إثر انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث أدى 1.6 مليون طالب وطالبة أكثر من 2.2 مليون اختبار عن بُعد من بين12 طريقة مختلفة للتقويم النهائي.
وتأتي هذه الجهود ضمن توجيهات وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ باستمرار العملية التعليمية عن بُعد منذ تعليق الدراسة وحتى انتهاء الفصل الدراسي الثاني من هذا العام الجامعي 1441هـ. وتنوعت التقويمات المنعقدة في الجامعات ما بين اختبارات إلكترونية، وبحوث، ومشاريع، واختبارات شفهية، وغيرها عبر منصات الجامعات، والتي تابع فيها أعضاء هيئة التدريس كافة متطلبات العملية التعليمية، وانعكس ذلك على تفاعل متميز من الطلاب والطالبات في جميع المراحل الجامعية رغم ظروف جائحة كورونا.

تمديد التعليم عن بعد

أعلن وزير التعليم عن صدور الأمر السامي الكريم باستمرار التعليم عن بُعد لما تبقى من الفصل الدراسي الأول في التعليم العام والتعليم الجامعي والتدريب التقني؛ وفق الضوابط المطبقة”. وكان الوزير قد صرح في أغسطس الماضي بأن العملية التعليمية ستكون عن بعد خلال الأسابيع السبعة الأولى من الفصل الدراسي الجديد، الذي بدأ في 30 أغسطس، في إطار إجراءات احترازية بسبب كورونا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *