بقلم: عمر سليم *
قد نرى قريبًا موجة من المؤسسات والشركات تتوصل إلى قرار بتعهيد معظم وظائف أعمالها، كوسيلة لتعزيز الكفاءة وتخفيض التكاليف. ففي أعقاب الآثار الفادحة التي خلّفتها جائحة كوفيد-19 على الاقتصاد العالمي، بدأت حكومات وقطاعات بأكملها بالبحث عن سبل لتخفيض الإنفاق، بينما وجدت الكثير من الشركات الكبرى في كل مكان نفسها مضطرة لتسريح الموظفين وحساب كل بند من بنود الميزانية بشكل دقيق من الناحية الاستراتيجية – وهذا هو الوصف الأمثل لمزايا التعهيد، فهي المهام والمتطلبات التي يحتاجها عملك ولا يمكن أن يسير بدونها، ولكنها في نفس الوقت تعيق تركيزك على خبراتك الجوهرية، وبخاصة في هذه المرحلة التي يجب أن يكون التركيز فيها منصبًا على الاستراتيجية وابتكارات الأعمال وإعادة صياغة هياكل الأعمال الداخلية والخارجية على حد سواء.
فغالبية الشركات اليوم تعمل على تعهيد بعض وظائف أعمالها، بفضل توفر خدمات تقنية المعلومات التي تساعد في هذا التغيير. أما الآخرون فلا زالوا في طور تقييم جدوى التعهيد، بينما تحقق بعض الشركات تقدمًا ملموسًا في وتيرة التعهيد لديها. غالبًا ما تتماشى خدمات التعهيد مع المجالات التي تشهد نقصًا في أعداد الكوادر والمختصين، وتعد تقنية المعلومات واحداً من أبرز الأمثلة على ذلك بالنظر إلى النقص في أعداد الخبراء في المجال. وفي هذه الحالة، يساهم التعهيد في حل العديد من المشاكل منها تخفيض تكلفة تطوير البرمجيات والاستعانة بالمختصين.
* المدير ونائب الرئيس التنفيذي لدى بروڤن