مكة المكرمة – أحمد الاحمدي
حينما فكر الشاب نايف شكري بالمشي سيرا على الأقدام من مكة المكرمة إلى الى المدينة المنورة فإنه كان يريد وضع خارطة تاريخية لهذه الرحلة والتعريف بالمناطق التي سوف يعبر بها خلال رحلته، لافتا في الوقت نفسه إلى انه حينما أباح بتفاصيل هذه الرحلة لعدد من اصدقائه نصحوه بعدم الإقدام على هذه “المغامرة” على حد قولهم ولكن أصر أن ينطلق من منصة الموضوعية ويوثق لرحلته في مواقع التواصل الاجتماعي ، للتعريف بالقرى والمناطق الأثرية التي سيعبر بها.
“البلاد” التقت الشاب شكري فأوضح أن خط الرحلة بدأ من جبل ثور مروراً بالحديبية والجموم ومرورا بعسفان ومن ثم محافظة خليص ومنها نحو محافظة رابغ ومحافظة بدر وبقية المناطق حتى تختتم الرحلة بالوصول للمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة.
واستطرد أنه بدأ في التفكير والإعداد لهذه الرحلة من فترة طويلة وحدد لها أهدافا عدة منها الوقوف على المواقع التاريخية والأثرية على الطريق بين مكة والمدينة وإبرازها وبيان أهميتها وكذلك بيان جهود الدولة في مدها للطرق وتوفيرها سبل الراحة للحجاج والمسافرين بين مكة والمدينة بعد مشقة وعناء ومخاطر السفر التي كانوا يتكبدونها ويتعرضون لها قبل العهد السعودي الزاهر.
وتابع أنه إضافة إلى ذلك فإن رحلته تهدف إلى نشر ثقافة المشي للوقاية من الإصابة بالأمراض لافتًا إلى أن اللقاءات بأفراد المجتمعات إحدى الوسائل الفاعلة لديه لتحقيق اهداف الرحلة علاوة على سعيه لابراز قدرات المواطن السعودي على تحمل المشاق ومواجهة التحديات والتغلب على الصعوبات في سبيل تحقيق الأهداف السامية.
وتابع شكري بقوله أنه عبر بعدة مواقع تاريخية ومعالم اثرية مثل بئر التفلة وبئر عثمان وعين شعثاء وموقع البرك وطريق الذهب ومسار العربات ومدرج علي وسوق عسفان القديم وقلعة عسفان “الحصن”، لافتا إلى أنه خلال رحلته تعرف على الشواهد التاريخية التي ورد ذكرها في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم مثل ضجنان وكراع الغميم وغدير الأشطاط وماء الرجيع ووادي عسفان ودرب الأنبياء والمنطقة التي صلى بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الخوف وغيرها من الأحداث ،كما تعرف على الأحداث التي وقعت وجرت بعسفان مثل غزوة بني لحيان وبعض احداث غزوة الحديبية ووقف على البوابة الطبيعية بعسفان ” الثنية ” التي عبر منها الانبياء والرسل والجيوش الاسلامية لمكة المكرمة.
وأضاف أنه لفت انتباهه أثناء رحلته أن عسفان محاطة بالجبال من ثلاثة جهات واتصالها بمكة المكرمة بشريط سهلي ، لافتا إلى أن هذا الموقع أكسب عسفان تميزاً وجعل منها استراحة هامة ومركزا لتقديم الخدمات على الطريق بين الشام واليمن وبين مكة المكرمة والمدينة المنورة منذ القدم وناشد الجهات المعنية بضرورة الإهتمام بآثار وتاريخ عسفان والعمل على توظيفها في سبيل تنشيط السياحة وضخ التنمية بعسفان التي تشهد حراكاً تجارياً لافتاً.
واستطرد بقوله إن مكانة عسفان وثرءها التاريخي والأثري يحتم تنظيم زيارات موسعة لها ، معبرا عن شكره وتقديره لأهالي الجموم وعسفان مشيدا في نفس الوقت بحسن استقبالهم وحفاوتهم كما قدم شكره للباحث في تاريخ عسفان محمد ابراهيم الحربي وكذلك سناب عسفان على حسن البشري.