في زمن كورونا، عاشت البشرية العديد من المواقف والمشاهد، منها ما كان مؤلما جدا (وهذا الغالب) ومنها ما كان غريبا ومنها ما كان مضحكا (وقد يكون قليلا)! من المواقف المؤلمة، وهي كثيرة، ويتفق عليها الجميع والمتمثل في المنع الشامل او الجزئي الذي طبقته كل دول وحكومات العالم! كان الهدف من تطبيق الحظر، هو التقليل من التجمعات البشرية التي تعتبر العامل الرئيسي في انتشار الجائحة. وأكثر ما كان مؤلما، وخاصة للمسلمين عامة، هو دخول شهر رمضان المبارك وصلاة عيد الفطر. والجميع تحت طائلة الجائحة الكونية، التي فرضت عليهم التباعد الاجتماعي والبقاء في البيوت، وعدم ممارسة الشعائر الدينية والعادات والتقاليد الاجتماعية في هذا الوقت الروحاني للمسلمين عامة.
اما من المواقف الغريبة في زمن كورونا، فقد يكون متمثلا في تلك الصراعات التي قامت بين العديد من الدول، مثل أميركا والصين من جهة ومن قبل بعض الدول ومنظمة الصحة العالمية بشأن اسباب انتشار الجائحة على هذا الوجه المخيف والسريع جدا! وأكثرها غرابة من وجهة نظري كممارس صحي، هي التناقضات التي سجلت على منظمة الصحة العالمية في مواقفها وآرائها العلمية التي تعلن عنها بين فترة وأخرى، تجدها مرة توافق على رأي علمي بعد فترة أخرى تناقض نفسها وترفض ذلك الرأي العلمي. طبعا، الجميع شاهد تلك التناقضات من قبل منظمة دولية على وزن وثقل وأهمية منظمة الصحة العالمية.
اما بالنسبة للمواقف المضحكة، ما ذكره الفنان الكبير والصوت الاسطوري الخالد الاستاذ محمد عبده، عندما قال انه اكتشف ان عدد أبنائه عشرة وليس تسعة كما كان يعتقد! أما الذي أضحكني كممارس صحي، موقف بعض المؤسسات الصحية التي جعلت من أولويات أعمال لجانها وضع أخلاقيات البحث العلمي في مؤسساتها الصحية، تاركة خلفها ما هو اهم من البحث العلمي في هذا الوقت الصعب!
اما الموقف الذي جمع كل تلك التناقضات من ألم وغرابة وضحك، يتمثل في بعض البرامج الحوارية الكورونية في بعض القنوات الفضائية التي لا ترقى ابدا الي جذب المشاهد وجعله يكمل متابعة الحوار (استطيع مشاهدة فيلم هندي كاملا، ولا أستطيع إكمال الحوار الكوروني المرئي)! وقد يكون سببا في تحول الكثير الي مشاهدة مقاطع اليوتيوب!
دكتوراه في علم العدوى والمناعة
استشاري مكافحة العدوي