القاهرة – عمر رأفت
حذر الاتحاد الأوروبي من مخاطر الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناجورني كاراباخ، داعياً الأطراف المتنازعة للتهدئة، وضرورة وقف القتال فورا والعودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة.
وطالب الاتحاد الأوروبي الأطراف الإقليمية إلى الامتناع عن تأجيج النزاع، في إشارة لتركيا التي ظلت تؤجج الصراع بدعمها لباكو غير آبهة بما تخلفه الحرب من دمار وسفك دماء أبرياء. وقال الممثل الأعلى في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن الدبلوماسية لا تمتلك صورة واضحة عن تطورات النزاع بحكم تغيب مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبي عن الميدان لأسباب أمنية، مؤكداً أن هناك انتهاكات للقانون الإنساني الدولي في إقليم ناجورني كاراباخ،
مشيراً إلى أن أي تدخل عسكري خارجي سيؤجج النزاع المتواصل منذ 27 سبتمبر الماضي، وسط سقوط عشرات القتلى والجرحى، فيما جدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دعوته طرفي الصراع إلى وقف الأعمال القتالية.
وبينما تسهم إيران هي الأخرى في تأجيج الصراع الدائر في “كاراباخ”، ظهر الرئيس حسن روحاني، واعظا لتركيا وطالبها بعدم إرسال المرتزقة إلى مناطق النزاع، متخوفا من تحول صراع أذربيجان وأرمينيا إلى حرب إقليمية، في موقف يكشف تناقضه إذ يشعل نيران الحرب بيد، ويخادع بأنه يريد إطفائها باليد الأخرى، وذلك بعد أن حشدت أذربيجان قواتها على طول الحدود الإيرانية، وفقا لما أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية التي بينت أنها نفذت عمليات قتالية في اتجاهات مختلفة،
بينما أكدت أرمينيا أن أذربيجان تحشد قوات على طول حدود كاراباخ مع إيران. ويرى رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، أن أفعال تركيا بدعمها لأذربيجان وتأجيجها للصراع يصل إلى حد “الهجوم الإرهابي، بما يشكل جزءا من مواصلة الإبادة الجماعية للأرمن”. وتابع قائلا “بالنسبة لي، لا شك في أن هذه سياسة استمرار للإبادة الجماعية للأرمن وسياسة لإعادة الإمبراطورية التركية”. من جهة ثانية، غادرت طائرة شحن تركية قاعدة الوطية الجوية غرب ليبيا بعد هبوطها صباحاً أمس، إذ تعتبر الطائرة هي السادسة التي تغادر قاعدة الوطية خلال الأسبوع الحالي، وفقا لمصادر قالت إن هذه الرحلات لا تحمل مرتزقة بل معدات للقاعدة العسكرية، ويقتصر إنزال المرتزقة على مصراتة وطرابلس.
جاء ذلك بعد أن تكبدت القوات التركية خسائر كبيرة جراء الضربة التي استهدفت قاعدة الوطية ليل 4 يوليو الماضي وإقرار أنقرة بتدمير منظومة دفاع جوية تركية، وفق الجيش الوطني الليبي.