جدة ـ ياسر بن يوسف
كشفت مصادر مطلعة لـ “البلاد” بأن صكوك الطلاق خلال الشهرين الماضيبن بلغت قرابة 4000 صك في جميع مناطق المملكة.
فيما أشار تقرير سابق لوزارة العدل عن ارتفاع نسبة صكوك الطلاق بعد انتهاء منع التجول، لتصل في شهر يونيو إلى 4079 صكا، أي أنها عاودت الارتفاع بنسبة 96.7 %.
وأوضحت البيانات أنه صدرت نسبة 53 % من إجمالي صكوك الطلاق خلال يونيو من العام السابق في كل من منطقتي الرياض ومكة المكرمة.
وأضافت: “تراوح عدد صكوك الطلاق الصادرة يوميا في جميع مناطق المملكة بين 117 و 289 صكا، وتراوح عدد صكوك الطلاق الشهرية لفترة اثني عشر شهراً السابقة بين 134 كحد أدنى و7500 كحد أعلى”.
وفي هذا السياق كشفت المحامية والمستشارة القانونية رباب بنت أحمد المعبي لـ” البلاد ” أن التقنية الحديثة، من إنترنت وأجهزة ذكية ووسائل ووسائط التواصل الاجتماعي وغرف المحادثة وغيرها، تعد من أسباب هدم ” الأعاش الوردية ” ، حيث تسببت وبشكل كبير جداً في تنامي العزلة بين الزوجين ، مما جعل الطلاق في كثير من الأحيان، أحد الحلول التي يُقدم عليها أحد الطرفين.
وتابعت أنه مع تزايد الثورة الإلكترونية وتجددها وتنوعها، ودخول التقنيات الحديثة في عالم اليوم إلى مختلف نواحي الحياة، طرأت في المجتمع حالات طلاق جديدة تتم عبر البريد الإلكتروني أو رسالة الهاتف الجوال، فحين يغضب بعض الرجال من زوجاتهم فإنهم لا يجدون سبيلا للتعبير عن ردة فعلهم الثائرة سوى إنفاذ الطلاق بواسطة هذه الوسائل بشكل مختصر.
وأضافت أن الطلاق كظاهرة سلبية، تترك آثاراً ضارة على كل أفراد المجتمع، خاصة الأطفال والنساء، وتؤثر على سلامة وأمن ورفاهية المجتمع، لافتة إلى أن فترة العزل المنزلي خلال الأشهر الماضية كان لها حصة في ارتفاع حالات الطلاق خصوصا وأن واقع العزل اوجد سيناريو لتواجد الأواج وجها لوجه في المنزل ما تسبب في عدد من المشكلات الزوجية لافتة إلى أن البعض لم يتمكن من التكيف مع تلك الفترة وتمالك حدة الغضب ما أدى الى زيادة حالات الطلاق والعنف الأسري الجسدي واللفظي للزوجة وللأطفال،لافتة إلى أن هناك حزمة من الأساب تؤدي إلى انهيار الشراكة الزوجية تتمثل في ، غياب الثقافة الزوجية بمختلف مستوياتها الاجتماعية والحقوقية والاقتصادية بين الزوجين الحديثين، فضلا عن الاختلاف والتباين في المستوى الثقافي والفكري والتعليمي، حيث يُشكل هذا التباين هوة واسعة، قد لا تستطيع العلاقة الزوجية تجسيرها بسهولة، فيكون الطلاق هو الحل ، إلى جانب عدم التواصل والتحاور والتفاهم بين الطرفين، مما يجعل حياتهما أشبه بعالم من العزلة، فتبعد المسافات وتبدأ المشكلات وتتعقد الخلافات، فضلا عن تقصير الزوجة في الواجبات المنزلية والاهتمام بالزوج، أو تقصير الزوج في تحمل المسؤولية والالتزام بالأعباء المالية، وتحت إصرار كل طرف بتوجيه الاتهام للآخر، دون مراعاة للظروف والامكانيات، يتسلل الطلاق بوجهه للقضاء على هذه المؤسسة الإنسانية الرائعة.
إضافة إلى سيطرة الأهل، والأم تحديداً، وتدخل الأقارب في التفاصيل الصغيرة والكبيرة بين الزوجين. فالتدخلات الكثيرة التي تخترق هذه العلاقة الخاصة بين الزوج وزوجته، هي أحد أهم أسباب الطلاق في مجتمعنا، بل وكل المجتمعات العربية والإسلامية كما أن الاختلاف على الأولويات والاهتمامات والطموحات بين الزوجين، هو السبب السابع لحالات الطلاق. وعدم الوصول إلى نقطة التقاء واتفاق بين الطرفين، قد يُنهي الحياة الزوجية مبكراً.
