تعد المرحلة الابتدائية من أهم المراحل التعليمية في حياة الطالب والطالبة، ففي هذه المرحلة يكون الفهم والاستيعاب والتقاط المعلومة أسرع وأقوى من المراحل الأخرى ، ولا شك أن “اللغة الإنجليزية” هي لغة دولية ربطت كل دول العالم بحروفها وكلماتها، إذ تعتبر هذه اللغة في عصرنا الحالي لغة الكون والعلوم والتكنولوجيا فجميع الاستخدامات العامة في دول العالم مزودة ومرتبطة بهذه اللغة الأساسية ومنها -مثلاً- الأجهزة الإلكترونية والتعاملات البنكية والمستشفيات وروشتة الدواء والمعلبات الغذائية وغير ذلك من اوجه أنشطة الحياة، كما أن التكنولوجيا في عصر العولمة أصبحت جميعها متاحة باللغة الإنجليزية، وبذلك فإن هذه اللغة تعتبر للفرد لغة هامة حتى يتمكن من استخدام التكنولوجيا والتعامل معها كما ينبغي.
ما دعاني إلى كتابة هذه السطور هو البشرى التي زفها وزير التعليم، حمد آل الشيخ، بأن المملكة ستبدأ من العام المقبل، بتعليم اللغة الإنجليزية بداية من الصف الأول الابتدائي، مشيراً إلى تطبيق جملة من التغييرات التي تهدف إلى مصلحة الطالب.
نعم .. أتفق مع وزير التعليم على أهمية هذه الخطوة ، فكل ذلك ينصب في مصلحة الطالب والطالبة ، فتعليم هذه اللغة من العام الدراسي الأول يعزز ويكرّس فهم هذه المادة، ويجعل اقتران الدارس واحتكاكه بها أكثر من أي وقت لاحق في المراحل المتقدمة ، وبجانب ذلك نجد أن جميع مدارس دول العالم بما فيها الخليجية تدّرس هذه اللغة من الصف الأول الابتدائي ، فبدورنا نقول “Welcome English ” في مدارسنا من الصف الأول.
من وجهة نظري فإن قرار تدريس اللغة الانجليزية من الأول الابتدائي قرار حكيم وينعكس – كما أشرت- في مصلحة الطلبة ولو أنه جاء متأخرًا ، إذ يساعد ذلك على تعلم القراءة والكتابة الانجليزية بشكل أفضل ويسهم في تطوير المهارات الدراسية، كما يساهم تعلم لغة جديدة في زيادة الثقة بالنفس لأنها تساعد الطلبة – مستقبلاً- في القدرة على الاتصال والتواصل بين مجتمعات العالم ، كما تمنح هذه اللغة الفرصة للالتحاق بأفضل الجامعات في العالم واجتياز اختباراتها العالمية مثل (الايلتس والتوفل والتويك) وغيرها التي تؤهل الفرد للدراسة في الجامعات، كما تزداد فرص حصول الفرد على الوظيفة بسهولة لكون لديه إلمام كبير باللغة الإنجليزية ، فيما تظهر للجميع أهمية هذه اللغة في السفر في أي مكان في العالم لكونها أكثر اللغات انتشارًا وتعاملاً في المجتمعات.
لا شك إن كل هذه المعطيات تعكس لنا أهمية هذه اللغة ، وحان الوقت الآن أن ندرك جميعًا تحديات المرحلة ونواجه كل الصعوبات التعليمية.
كما لا يفوتني أن اؤكد لوزارة التعليم على أهمية اختيار المعلمين المناسبين لدراسة هذه اللغة في مرحلة الابتدائية ، فهذه اللغة ستكون جديدة للأطفال الصغار ، وبالتالي يجب التعامل معهم بأساليب وطرق مبتكرة ومتطورة ومواكبة لطرق تعليم اللغات في العالم.
وأخيرًا.. هناك دور آخر وهو الدور الأسري ، فلابد للوالدين من تهيئة طلاب الابتدائية لهذه اللغة ، والتفاعل معها بتوفير الوسائل التعليمية المساعدة التي تحبب في نفوس الطلاب هذه اللغة بل وتجعلها في قمة اهتماماتهم بعد لغتنا الأم “العربية”.
والله من وراء القصد
shahm303@hotmail.com