جدة ـ ياسر بن يوسف
حققت المملكة تقدماً كبيراً في الاستفادة من قيمة البيانات التي تشكل جزءًا هاماً من الأصول الوطنية منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 في العام 2016، حيث تتضمن خطة الإصلاح والتحول الاقتصادي 96 هدفاً استراتيجياً من ضمنها 66 هدفاً تركز على البيانات والذكاء الاصطناعي. وشكل إنشاء سدايا خطوة بالغة الأهمية لتحويل هذا التوجه إلى واقع، حيث ستقود الهيئة وتطبق البرامج الوطنية الرامية إلى تحويل المملكة إلى اقتصاد رائد بين الاقتصادات القائمة على البيانات.
وفي أقل من عام واحد منذ انطلاق عملياتها، حققت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” بالفعل تقدماً بارزاً تجسد في إنشاء بنك البيانات الوطني الذي ساهم في دمج وتوحيد اكثر من 80 مجموعة بيانات حكومية، أي ما يعادل حوالي 30 % من الأصول الرقمية الحكومية، وتنفيذ مشروع السحابة الحكومية الذي تمكن من دمج 83 مركز بيانات حكوميا لأكثر من 40 جهة حكومية، لبناء واحدة من أكبر سحابات المنطقة، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات لتحديد فرص إيرادات ووفورات بمجموع 10 مليارات دولار، ووضع استراتيجية طموحة ومبتكرة للبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة كما أن الوظائف القيادية جميعها سعوديون، ووصلت نسبة المواطنين العاملين في “سدايا” 95 %، منهم 8% من العنصر النسائي، وتُعلَن الوظائف عبر موقع الهيئة وحسابها الرسمي.
وفي هذا السياق قال الخبير الاقتصادي والسياحي الدكتور علي حسن الناقور: لا شك أن التحول الرقمي هو اللغة السائدة في الراهن فقد قدر المنتدى الاقتصادي العالمي أن التحول الرقمي سيحقق فوائد مالية تصل الى ١٠٠ تريليون دولار على مدى السنوات الخمس القادمة، بينما تشير تقديرات شركة ماكنزي أن الذكاء الاصطناعي لوحده سيخلق ١۳ تريليون دولار في القيمة بحلول عام 2030، في المملكة العربية السعودية وضعت برامج فعّالة نحو التحول الرقمي ضمن خططها الوطنية ووفقا لرؤية 2030، والتي تشمل استقطاب استثمارات رقمية عالية القيمة من أجل بناء مجتمع ووطن رقمي يساهم في تقديم خدمات ذات جودة أفضل للأفراد مع تمكين ربط المجتمع ببعض عبر الأدوات والأساليب الرقمية الذكية، وهذا يساهم في تطوير اقتصاد رقمي مستديم ويساعد في خلق وظائف نوعية جديدة واستحداث أسواق جديدة مدعمة بالابتكار والتقنية… ولكن يبقى السؤال المُلِح وهو: كيف نخلق التقنيات الرقمية على المستوى الوطني ونسخرها لصالح المجتمع والاقتصاد.
من جانبها أوضحت المتخصصة في قطاع المال والاعمال الدكتورة عائشة بنت عباس لـ” البلاد ” أن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” منذ إنشائها وهي تبهرنا بمنجزات شبابها الذين برهنوا على دورهم الفاعل والكبير في بناء البنية التحتية للتقنية والتي كانت جاهزة ومكتملة وانا فخورة بهولاء الشباب السعوديين الذين يديرون التقنية عن بعد.
من جانبه قال عضو جمعية الاقتصاد السعودي عصام خليفة أن زيادة معدلات استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية الإنتاجية سواء الصناعية أو الزراعية متزايدة، بل إن حجم ونسب استخدام الذكاء الاصطناعي يكاد يكون أحد المؤشرات التي يحسب على أساسها مدى انتماء دولة من الدول إلى فئة البلدان المتقدمة أم لا، لافتا إلى أن “الذكاء الاصطناعي سيرسم مسارات مختلفة فيما يتعلق بتأثيره على الاقتصاد، بصورة عامة.