الدولية

صراع «كاراباخ» يكشف زيف شعارات أردوغان والملالي

القاهرة – عمر رأفت

انكشف الغطاء عن التعاون التركي – الإيراني – الإسرائيلي بعد أن كان في الخفاء، على الرغم من مزاعم العداء بين إسرائيل وتركيا من جهة، وإسرائيل وإيران من جهة أخرى، ليأتي الصراع بين أرمينا وأذربيجان على “ناجورنو كاراباخ”، ويكشف زيف الدعاية حول العدائيات المزعومة، ويظهر تنسيق الدول الثلاث في الملف الملتهب.
الترويج لنظرية العداء التركي – الإيراني ضد إسرائيل يتواصل يوميًا، رغم أن إيران لم تطلق طلقة تجاه إسرائيل، كما أن تل أبيب لم تواجه يومًا طهران بصورة مباشرة، وفي الجانب الآخر فإن العلاقات بين إسرائيل وتركيا جيدة في الخفاء، غير أن أردوغان لا يترك مناسبة إلا ويتاجر بالقضية الفلسطينية عبر الكلمات الرنانة في محاولة لخداع الجميع بنفي وجود علاقات بين أنقرة وتل أبيب.

وتجمع تركيا علاقات اقتصادية وعسكرية وسياحية قوية مع إسرائيل، وبالرغم من ذلك ينفي أردوغان هذا الأمر من أجل استمالة الشعوب وتضليلها بشعارات زائفة، رغم ما يجري في الخفاء عكس ذلك، لكن التعاون الثلاثي بين تلك البلدان ظهر على السطح بسبب مصالحهم في أذريبجان.
وتداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يتم فيه نقل الاسرائيليين والمرتزقة السوريين إلى أذربيجان لدعمها ضد أرمينيا، بينما أشارت تقارير دولية إلى أن السلطات التركية بدأت بنقل أول دفعة من المرتزقة السوريين إلى أذربيجان. وبحسب المعلومات، فإن عشرات من المرتزقة في مناطق شمالي سوريا، خاصة عفرين وإعزاز، بدأوا بالانتقال إلى أذربيجان عبر الأراضي التركية، إذ أكدت مواقع إخبارية أن أنقرة تعد الشبان بـ5000 دولار شهريًا لعقد يترواح بين 3 إلى 6 أشهر، بعد أن رفض العديد من منهم الذهاب إلى ليبيا للقتال مقابل 2000 دولار.

وبالرغم من الدعم الإيراني الواضح للجانب الأرميني، إلا أن إيران تستغل الأذريين من أصل إيراني لدعم الجانب الأذري، مع ممارسة الضغوطات على الجانب الأرميني من أجل تحقيق مصالحها الخاصة، في وقت سلطت صحيفة “هارتس” الضوء على إمكانية التعاون الإسرائيلي التركي في الصراع الأذري الأرميني. وقالت إن طائرات النقل الأذربيجانية نفذت رحلات إلى قواعد جوية في إسرائيل بكثافة خلال الأيام الأخيرة. وطرحت سؤالًا مفاده: “هل هذا تصادف مؤقت للمصالح أو دليل على أن التحالف الإسرائيلي التركي القديم لا يزال قائما ؟”.

ولفت المقال التي نشر في صحيفة “هارتس”، النظر إلى العلاقات بين إسرائيل وتركيا منذ 12 عامًا، على الرغم من تلاعب أردوغان ودعمه لحركة حماس، والذي يراه مراقبون داخل وخارج إسرائيل أنه بإيعاز من تل أبيب، التي ساهمت في تأسيس الحركة ودعمت إنقلابها وسيطرتها على القطاع لتعميق الانقسام الفلسطيني.

من جهتها، حذرت سوريا السلطات الأذربيجانية من الوقوع في “فخ الخطة التركية”، وطالبتها بالاستجابة للمبادرات التي تدعو إلى التهدئة مع أرمينيا، لتجنب الوقوع في براثن أنقرة الساعية للانقضاض على ثروات باكو كما الحال في ليبيا. وقال الجيش السوري إن التدخل التركي الفاضح في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان يهدف إلى تأجيج الموقف تماشيًا مع سلوك نظام أنقرة في إثارة التوترات وإشعال الفتنة في أكثر من مكان فى العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *