جدة – رانيا الوجيه – عبد الهادي المالكي
النقاش الذي أثير في مجلس الشورى حول دمج مؤسستي التقاعد والتأمينات الاجتماعية لم يكن قاصرا على مجرد دمج هيئتين تعملان في خدمة قطاع عريض من المواطنين هو المتقاعدين.
وخلال جلسة المجلس التي تم التداول فيها حول التقرير السنوي للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية تطرق الأعضاء إلى عدة جوانب هامة منها ما يتعلق بالكيان الجديد الذي يتمخض عن دمج المؤسستين ومدى قدرته وملاءمته للتحديات والطموحات ومنها ما يخص الخدمات التي يحصل عليها أو يحتاجها المتقاعد مثل التأمين الصحي.
وخلال المداخلات التي تمت تحت قبة الشورى طالب عضو مجلس الشورى الدكتور عبد الإله ساعاتي بالإسراع في دمج مؤسستي التقاعد والتأمينات، وذلك بعد دمج وزارة العمل مع الخدمة المدنية في وزارة واحدة، وكون رئيس مجلس إدارة المؤسستين أصبح واحدًا، مضيفا أن ذلك يسهم في تقليل النفقات، وخفض العجز، وتشكيل قوة استثمارية للانطلاق في ميادين الاستثمار العالمية.
وفي السياق نفسه وخلال نفس الجلسة طالب عضو المجلس عبد الله العجاجي بدراسة البدائل المختلفة لتيسير حصول المتقاعدين على تأمين صحي، فيما دعا عضو المجلس أحمد الزيلعي إلى أن تستثمر المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في مناطق المملكة الأخرى، ومنها تبوك وحائل والجوف وعسير وجازان وخلافها، نظرًا لوجود عدد ليس بالقليل من المشتركين في التأمينات الاجتماعية.
(البلاد) أكملت النقاش خارج المجلس مع أعضاء فيه ونماذج من المتقاعدين وأهل الرأي الذين أكدوا أن آليات الدمج تساهم في خدمة المتقاعدين وتقديم التأمين الصحي لهم إضافة إلى ذلك فإن الدمج سيوفر للموظفين مزايا الانتقال والاندماج في القطاع المقرر تأسيسه بسهولة ودون عناء، وهذا من شأنه أن يدعم الهيئة الجديدة بالكفاءات البشرية التي تحتاجها الهيئة وفي مرحلة من أهم مراحل قيامها بمهامها الجديدة.
كيان أقوى
في البداية أوضح الدكتور عبدالاله الساعاتي عضو مجلس الشورى للبلاد أن الدمج بين التقاعد والتأمينات يعود بالفائدة الكبرى على المتقاعدين وتوحيد موضوع الانتقال في حال تحول الجهة الحكومية الى جهة خاصة من خلال برنامج الخصخصة، لافتا إلى أن التخصيص أحد برامج الرؤية 2030 وهذا الدمج يسهل للمتقاعدين عملية الانتقال والأمر الآخر ستصبح المزايا موحدة بين المتقاعدين ومن جانب آخر سيقوي الدمج المؤسسة وبالتالي ستقدم خدمات أفضل للمتقاعدين. واستطرد بقوله : أما عن رفض بعض شركات التأمين لقبول كبار السن ، فقد طالب المجلس المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بتوفير التأمين الطبي للمتقاعدين بطريقة أو بأخرى، كما أن عليها توفير مظلة تأمينية للمتقاعدين سواء عن طريق شركات التأمين أو عن طريق المؤسسة ذاتها حيث أن المؤسسة ستكون ضخمة ورأس مالها وأصولها كبيرة جدا وبالتالي ذلك سيعطي المؤسسة القدرة على استثمار أصولها بشكل أكبر فيما ستكون عائدات الأصول كبيرة وهذا سيعطي المؤسسة القوة ويمكنها من تجاوز العجز.
رعاية صحية
ويؤيد المهندس علي مسفر مدير عام النقل سابقا بمنطقة عسير بالفعل ما طرحه مجلس الشورى بسرعة دمج التقاعد والتأمينات كون من حق كل متقاعد أن يكون له تأمين صحي ، فهناك من أمضى أكثر من ثلاثين أو أربعين عاما في العمل وبعد أن يتقاعد فهو يحتاج إلى رعاية صحية وطبية ومهما كان الأمر فالإنسان معرض لأمراض الشيخوخة. ولذلك نأمل أن يتم رفع هذا المطلب من مجلس الشورى إلى المقام السامي لتوجيه الجهات المعنية بسرعة الدمج، واستفادة ملايين المتقاعدين من هذه الميزة.
سلامة المواطن
من جهته أوضح الدكتور محمد آل زلفه عضو مجلس الشورى سابقا أنه من الضروري أن يكون هناك تأمين صحي لكل مواطن ومواطنة لأن التأمين الصحي في المطلق يضمن سلامة المواطن سواء كان على رأس العمل أو كان متقاعدا، كما أن التأمين في حد ذاته سيكون هو الحل المستقبلي الجيد لأي إنسان والبديل عن وزارة الصحة وما تعانيه من تكدس ومواعيد بعيدة بالأشهر، فالتأمين الصحي يحتاج اليه المواطن في أية سنة و أية مرحلة من عمره، كما أن التأمين الصحي سيكون أفضل وسيلة ليضمن سلامة المواطنين ويوفر عدة خيارات للذهاب لأي مستشفى آخر.
هدف إنساني
وفي السياق نفسه أوضح الدكتور سمير برقه مستشار معالم السيرة النبوية والتاريخية بقوله : من الأمور والمواضيع الهامة للإنسان هو توفير التأمين الصحي له بعد التقاعد، فالرعاية الصحية بحد ذاتها تعكس مدى اهتمام الجهة المسؤولة بكبار السن الذين قد خدموا الدولة في أي مجال سواء في القطاع الحكومي أو الخاص ، حيث الإنسان في مرحلة التقاعد في حاجة لمن يهتم به وهذا من باب تحقيق الهدف الإنساني وأداة شكر لمن خدموا خلال فترة حياتهم المهنية، ويضرب الدكتور برقة المثل بشركة ارامكو التي تهتم بجميع منسوبيها سواء من هم على رأس العمل وأيضا ما بعد التقاعد وتقدم الرعاية بأجود أنواع ومستوى الرعاية الصحية والطبية. من جانبه أوضح اللواء البحري الركن المتقاعد ابراهيم فايز شباب الشهري أن دمج التأمينات الاجتماعية والتقاعد سوف يعود بالنفع على المتقاعدين وخاصه أن هناك دولا طبقت هذه الآلية وحققت نجاحا كبيرا.
تنويع الموارد
المستشار الدكتور حمد البشري خبير الجودة والتميز المؤسسي أوضح أن موضوع الدمج بين “التأمينات والتقاعد، سوف يساهم
في تعزيز القطاع الخاص وتشجيع تنويع الموارد ، فضلا عن انهاء مرحلة الاعتماد على المورد الواحد. إلى جانب قيام مشاريع ذات جدوى وعائد استثمار مجزٍ، من خلال تقليل فرص المخاطرة بالاعتماد على الكوادر المتخصصة والدراسات المتعمقة ذات العلاقة. إضافة إلى سهولة حساب المعاشات للعاملين عموماً، إضافة الى انني اتوقع أن الدمج يزيد من كثرة امتلاك الأصول المنتجة لدى المؤسسة الجديدة اضافة لما هو موجود لدى التأمينات حالياً .