البلاد – رضا سلامة
اتهم رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان تركيا بالتقدم مرة أخرى على طريق الإبادة الجماعية، مؤكدًا أن جيش أنقرة يقود بشكل مباشر هجومًا لقوات أذربيجان على القوات الأرمينية حول إقليم ناجورنو كاراباخ.
وقال باشينيان لصحيفة “لو فيجارو” الفرنسية، الجمعة، إن الوضع أخطر بكثير من الاشتباكات السابقة في عام 2016، وسيكون من الأنسب مقارنته بما حدث في عام 1915 عندما قُتل أكثر من 1.5 مليون من الأرمن في أول إبادة جماعية في القرن العشرين، في إشارة إلى مذابح الأرمن على يد الدولة العثمانية.
وأكد أن بلاده لديها أدلة على أن تركيا تدعم عسكريًا القوات الأذربيجانية المشاركة في المعارك في ناجورنو كاراباخ، بطائرات مقاتلة وأخرى بدون طيار ومعدات عسكرية ، وبإرسال مستشارين عسكريين ومرتزقة وإرهابيين إلى المنطقة المتنازع عليها مع أذربيجان.
وكان الناطق باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري قد قال إن “أنقرة تنقل إرهابيين سوريين وغير سوريين من ليبيا إلى أذربيجان”، في تأكيد على دور تركيا في نقل المرتزقة لتاجيج الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، محذرًا من مواصلة سيطرة المخابرات التركية على المطارات والموانئ غرب ليبيا لاستخدامها في نقل المرتزقة والإرهابيين الى بؤر التوتر في العالم.
في حين، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي ندّد بتدخّل جماعات متطرفة في النزاع، في إشارة إلى مرتزقة تنقلهم أنقرة من سوريا وليبيا للحرب في ناجورنو كاراباخ دعمًا لأذربيجان، أنه سيتّصل بنظيره التركي رجب أردوغان ليُطالبه بـ”تفسيرات”، داعيًا حلف شمال الأطلسي إلى مواجهة تصرّفات أنقرة العضو في الحلف، معتبرًا أن نشر مقاتلين أجانب في ناجورنو كاراباخ يعد تطورًا جديدًا خطيرًا.
وأوضح للصحافة خلال قمة الاتّحاد الأوروبي في بروكسل: “حسب استخباراتنا، فقد غادر 300 مقاتل من سوريا للتوجه إلى باكو عبر غازي عنتاب (تركيا). إنهم معروفون ويتم تعقّبهم”. وأضاف أنهم ينتمون إلى “مجموعات متطرفة تنشط في منطقة حلب”.
وحذر الرئيس الفرنسي من أن فرقا أخرى “تستعد بنفس الحجم تقريبًا تم تجاوز خط أحمر إنه أمر غير مقبول، وأدعو جميع الشركاء في الناتو” إلى أن يُواجهوا سلوك دولة عضو في الحلف.
وذكرت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية في تقرير، أن وزارة الدفاع في ناجورنو كاراباخ أبلغت عن سقوط 54 جنديا آخرين قتلى، الجمعة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 158، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأرمينية، استعدادها للتعاون مع منظمة الأمن الأوروبية (OSCE) لفرض وقف إطلاق النار في ناجورنو كاراباخ.
وكانت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، المشاركة في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، التي تأسست عام 1992 للتوسط في الصراع بين أذربيجان والأرمن في جنوب القوقاز، قد دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكن تركيا قالت إن القوى الكبرى الثلاث لا ينبغي أن يكون لها دور في هذا الملف.
يذكر أن القتال اندلع يوم الأحد الماضي بين القوات الأذربيجانية وقوات منحدرة من أصل أرميني في تلك المنطقة، وهي تابعة لأذربيجان ولكن يديرها الأرمن الذين يشكلون غالبية السكان، ووصل الصراع إلى أخطر مستوياته منذ الحرب بين الجانبين في التسعينيات.