أكدت المملكة العربية السعودية على ضرورة ترسيخ قيم التعاون وبناء جسور السلام، في ظل الوباء الغير مسبوق، وما ترتب عنه من خسارة مأساوية في الأرواح والمعاناة التي يعيشها الناس في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى آثاره الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والمالية الوخيمة، مشيرة إلى أن العالم أصبح اليوم أكثر إدراكًا لمحدودية الجهود الفردية في احتواء جائحة بهذا الحجم والتخفيف من تداعياتها والحد منها.
جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها معالي المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، خلال الحدث رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات الذي عقد اليوم افتراضياً بعنوان “تشكيل عالم أفضل: بناء مجتمعات متماسكة وشاملة في بيئة مليئة بالتحديات لـ COVID-19” على هامش أعمال الجمعية العامة 75.
وأعرب عن امتنانه العميق لجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية ممن هم في الخطوط الأمامية في وقت تستمر فيه عمليه مكافحة الوباء، مؤكداً على أهمية تزويدهم بالحماية والدعم اللازمين.
وقال السفير المعلمي: اعترافًا بدورها المحوري، ووفاء بمسؤولياتها الدولية، كانت المملكة العربية السعودية ولا زالت في طليعة البلدان الساعية إلى تعزيز التعاون الدولي، كما اتخذت المملكة، بصفتها رئيسة مجموعة العشرين لهذا العام إجراءات فعالة ومنسقة لمعالجة هذه الأزمة الصحية، من خلال عقدها لقمة افتراضية استثنائية لقادة دول مجموعة العشرين، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، لدعم الجهود الدولية لمواجهة الأزمة.
وأضاف معاليه: ومهدت النتائج الناجحة والمثمرة لهذه القمة الطريق لاتخاذ قرارات مهمة منها التزام دول مجموعة العشرين بضخ 11 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي حرصاً على استقراره وتأمين القطاع المالي.
وأشار إلى أن من ضمن القرارات تعزيز الاستجابة السريعة لمساعدة الدول المحتاجة ودعم الاستقرار المالي العالمي من خلال الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع صندوق النقد والبنك الدوليين لتعليق الديون المستحقة على الدول الأكثر فقراً.
وأردف السفير المعلمي: انطلاقاً من هذه الجهود، أعلنت المملكة التبرع بخمسمائة مليون دولار كدعم مالي للجهود الدولية للتصدي لوباء كورونا، ومن شأن هذا التبرع أن يشكل مساهمة قيمة للمنظمات الدولية المتخصصة في تعزيز التأهب وتحسين الاستجابة للطوارئ وتطوير أدوات التشخيص واللقاحات الجديدة، كما أعلنت المملكة العربية السعودية عن تقديم 100 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعم جهودها والإجراءات المتخذة لمكافحة هذا الوباء.
وقال: “وإذ يتصدى العالم لوباء كورونا، تؤكد المملكة العربية السعودية على ضرورة الاحترام الكامل لحقوق الإنسان، وتؤكد كذلك أنه لا مكان لأي شكل من أشكال التمييز والعنصرية وكراهية الأجانب إذا أردنا الخروج من هذه الأزمة على نحو أقوى”.
وشدد السفير المعلمي في ختام كلمته، على أن العالم يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى ترسيخ قيم التعاون وبناء جسور السلام بالنظر إلى الوباء، معرباً عن تقدير المملكة للدور الجوهري الذي يضطلع به تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة في نشر ثقافة السلام والتسامح، وجهوده الكبيرة في هذه الأوقات العصيبة.
حضر الاجتماع رئيس اللجنة الاقتصادية والمالية بالوفد فيصل ناصر الحقباني ورئيسة اللجنة الرابعة سارة عاشور .