متابعات

التجمعات خطر على الأرواح

جدة – رانيا الوجيه

حذر أخصائيون واستشاريون من خطورة التجمعات الكبيرة في ظل مكافحة الدولة لفيروس كورونا المستجد، معتبرين أن ما حدث خلال إجازة اليوم الوطني من البعض لا يتماشى مع الاجراءات الوقائية التي تشدد عليها وزارة الصحة.
واعتبروا أنه من الجميل مشاركة الأفراح باليوم الوطني، ولكن بعيداً عن الظواهر السالبة التي تؤثر على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية والتباعد الاجتماعي، وكل ما أوصت به وزارة الصحة من إجراءات يجب الالتزام بها، لنعبر بواقعية عن سعادتنا، ونؤكد في الوقت ذاته عن مدى حبنا لوطننا بحفاظنا على والأرواح والبعد عن أي ضرر، قد نتسبب فيه للإنسان باعتبار أن التجمعات أكبر مهدد لمكافحة “كوفيد 19”.


وترى استشاري الأمراض المعدية وطب الباطنية الدكتور نوف نعمة الله الرحيلي، إن الاحتفال باليوم الوطني يجب أن ينبعث من الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن وعدم استخدام سلوك يضر به والمواطنين والمقيمين على أرضه، فزيادة عدد المرضى يكلف الوطن تكاليف علاج عالية، لذلك يجب علينا أن يكون لدينا إحساس بالمسؤولية، وأن لا نتسبب في أزمة جديدة مراعاة بإعادة انتشار الفيروس المستجد، وبالتالي نعرض حياة الجميع للخطر بمن فيهم الأطباء الذين يعملون في الخطوط الأمامية ويتحملون أعباء شاقة.

وأضاف “للأسف الشديد كأطباء لا نستطيع فرض الالتزام إذا لم يكن هناك أي إحساس به من قبل المجتمع، لذلك ندعو الجميع للامتثال لتوجيهات وزارة الصحة، والتأكد من أن تناقص الإصابات لا يعني انتهاء المرض فالفيروس لا يزال موجودا وينتظر الفرصة ليعود للانتشار مرة أخرى، فالمناعة من الفيروس ليست دائمة، إذ شاهدنا أشخاصا في مختلف دول العالم انتقلت إليهم العدوى أكثر من مرة، لذلك على الإنسان أن يمتلك الوعي الكافي والمسؤولية تجاه وطنه ويساعد في مكافحة الفيروس بكل السبل المتاحة”.


سلوك مخالف
واعتبرت أخصائي أول علم اجتماع والمستشارة الأسرية الدكتورة محاسن حسن شعيب، أن مظاهر الالتزام ترتبط بالإجراءات الاحترازية وبمستوى الإدراك الاجتماعي لحجم المشكلة، مبينة أنه ظهور التزاحم الكبير في إجازة اليوم الوطني يعود إلى أسباب عدة من بينها ضعف الوعي لدى البعض وليس الكل، لأن هناك أعداد كبيرة جداً ملتزمة بالإجراءات الاحترازية مقابل الذين خالفوا الإجراءات الاحترازية الضرورية في اليوم الوطني. وتابعت “قد يكون هذا سلوكا فرداً لا يمثل مجتمع المملكة الذي كانت نتائج التزامه تناقص أعداد الإصابات اليومية، ولكن هذا لا يمنع من التحذير من خطوة التجمعات، بل يجب التنبيه لذلك دوما لنتفادى حدوث موجة ثانية لاسمح الله، وعلى الجميع أن يلتزموا بتوجيهات وزارة الصحة”.

تنويع المواقع
ويقترح الأخصائي الاجتماعي والنفسي شجاع القحطاني، أن يكون تخفيف زحام الاحتفالات بتوزيعها على مناطق عدة لتجاوز التجمعات الكبيرة، وفقا للإجراءات الاحترازية اللازمة. وقال: “من وجهة نظر اجتماعية من الصعب جدا السيطرة على الناس في الأماكن العامة ومنع المواطنين من الاحتفال باليوم الوطني، ولكن كان يمكن تخفيف هذا الوضع من خلال توزيع أماكن الاحتفال ليس فقط في الأسواق والمراكز التجارية، بل من الممكن أن تكون في الدوائر الحكومية، والجمعيات الخيرية، والملاعب الرياضية، فتنويع الأماكن وتوزيع الأوقات بين فترة الصباح والمساء من الممكن أن يخفف الازدحام وتجاوز الإجراءات الاحترازية الوقائية”.

منع التجمعات العشوائية
وأكد المحامي والقانوني سليمان حلواني، أنه لضمان ألا يتكرر ما حدث من ازدحام وتجاوز للاحترازات الوقائية في اليوم الوطني، لا بد أن يكون هناك توجيه بمنع الاحتفالات والتجمعات العشوائية في الشوارع والطرق الرئيسية وتخصيص أماكن معينة للاحتفالات أو حتى للمسيرات الاحتفالية باليوم الوطني تحت إشراف الجهات الرقابية، كما يمكن الاستعانة بشركات التنظيم أو الشركات الأمنية الخاصة لتنظيم الحشود والتجمعات البشرية والحد من إشكالية إغلاق الطرق وإيقاف مسارات المركبات وتكدسها والتسبب في أزمة مرورية. وأضاف “في وقتنا الحالي وفي ظل أزمة وجائحة كورونا يجب وضع نقاط فرز وتفتيش للتأكد من سلامة كل شخص مشارك في هذه الاحتفالية أو هذا التجمع وعدم ظهور أي أعراض أو علامات للوباء عليه كارتفاع درجة الحرارة على سبيل المثال ويكون ذلك بوضع أجهزة رقمية عند مداخل الأماكن المخصصة لذلك مع تواجد الجهات الأمنية وأفراد الحراسات للتعامل مع أي تجاوز وتواجد ممثلين وأطباء من وزارة الصحة والهلال الأحمر للتعامل مع أي حالة طارئة أو حالة إشتباه، فتواجد الجهات الأمنية والرقابية وأفراد الحراسات الأمنية في مواقع الاحتفالات والتجمعات كفيل بتطبيق الإجراءات الاحترازية من التباعد الاجتماعي ولبس الكمامة الطبية وكفيل أيضاً بتطبيق العقوبات المفروضة من غرامات مالية وحبس على كل مخالف ومتجاوز بالتعامل معه على الفور في ظل وجود كافة الجهات المعنية بذلك فالمحاسبة القانونية تتمثل في ضبط المخالفة ومحاسبة مرتكبها ومبدأ الفورية في ضبط المخالفة وإيقاع العقوبة كفيل لردع بقية الأفراد والمشاركين في الفعاليات والاحتفالات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *