رياضة مقالات الكتاب

بين الواقع والمأمول

الواقع يقول إن هناك تعنتا وإصرارا على إجبار نادي الهلال على مغادرة دوري أبطال آسيا من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛
بينما المأمول أن يكون هناك وقفة صادقة من الجميع مع هذا الظرف الاستثنائي الذي مر على بعثة الهلال، فجائحة كورونا عالمية، وعانى منها القاصي والداني، وليس للهلال ذنب في ذلك. فالواقع يظهر غرابة شديدة في التعامل مع الهلال تحديدا من الاتحاد الآسيوي، وكأن هناك حقدا دفينا على الهلال والدليل صدور بيان الإبعاد بعد مس دقائق من وصول الهلال لملعب اللقاء أمام شباب أهلي دبي.

والمأمول أن تكون هناك “إنسانية” من هذا الاتحاد والجلوس لإيجاد الحلول المناسبة والانتظار على الأقل 24 ساعة لمعرفة الأوضاع الصحية للبعثة، ومدى قدرتهم على الاستمرار في البطولة، ومن ثم إصدار القرارات. فالواقع كان إبعاد الهلال على الرغم أنه متصدر الترتيب، ولقاءه الأخير لن يقدم أو يؤخر في وضعه بالمجموعة، وأنه حتى في ظل ما يمر به أصر على الحضور للملعب. والمأمول أن يتم خصم نقاط هذا اللقاء فقط واعتباره خاسرا وتأهله إلى دور الستة عشر، ومتابعة حالة الفريق، هذا إذا كان هنالك إنصاف ورغبة في العدالة والتساوي في الفرص.

فالواقع يقول إن الهلال أُبعد من إكمال مهمته في هذه البطولة بسبب ” كورونا ” ، والمأمول وعى وإلمام تام من الاتحاد الآسيوي أن الهلال بطل هذه البطولة ووجوده فيها مكسب كبير ” فالهلال قيمة أينما يتواجد ” إلا إذا أرادوا أن يكون هنالك بطل جديد للبطولة فهنا تتغير المفاهيم. فالواقع وجدنا هناك تباينا كبيرا بين الوقوف وعدمه مع وضع الهلال، وكأن ما أصاب بعثته أمر اعتيادي، لا جائحة أرهقت العالم برمته، والغريب أيضا حالة الرضا التي أظهرها البعض بقرار الإبعادـ والمأمول، كان ولابد من توحيد الصف والصوت وإبعاد الميول والوقوف بصدق مع مُصاب الهلال، فما تعرض له ليس بالأمر السهل، ومن الممكن أن يتعرض له أي فريق فمثل هذه الأمور لا تقاس رياضيا ولا تنافسيا بل “إنسانيا” لمن يملكون “الإنسانية”، فالواقع يقول إنه مازال هناك فرق سعودية تلعب بالبطولة ويهمنا وصول أحدها إلى النهائي لتعويض غياب الهلال والتصدي لأي محاولات لإخراجهم بطرق غير منطقية وبعيدة عن التنافس ،،

ـ والمأمول أن تستوعب هذا الفرق الدرس وتعرف كيف تتجاوز العقبات لتحقيق الطموحات. هناك واقع مؤلم أن فرق شرق آسيا لم تستأنف لقاءاتها حتى هذه اللحظة وأن نهائي القارة سيكون في نهاية العام الحالي فلماذا الاستعجال لمعرفة طرف النهائي من غرب القارة. والمأمول أنه كان لابد من تساوي الفرص وأن يلعب الجميع في نفس التوقيت من مبدأ العدالة والمساواة، فما الفائدة من الوصول إلى النهائي والانتظار لشهرين أو أكثر لمعرفة طرف النهائي الآخر.

بقعة ضوء
يكفى الهلاليون فخراً ” أنه من الصعب إخراجهم بالميدان ”
فلجؤوا للمكاتب لاستبعادهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *