البلاد – رضا سلامة
توعد الرئيس ترمب إيران بشروط قاسية للتوصل إلى اتفاق مع بلاده بعد انتخابات نوفمبر، مبددًا رهان الملالي على تغيير سياسات واشنطن تجاه طهران بعد الاستحقاق الرئاسي.
وقال ترمب إن إيران وفنزويلا تريدان التفاوض والتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، لكنه سينتظر إلى انتخابات 3 نوفمبر، وبعد هذه الانتخابات ستصبح شروط التوصل إلى اتفاق مع هذه الدول أكثر صعوبة، ووجه الرئيس الأمريكي حديثه لقادة طهران وكاراكاس قائلًا :”قبل عام قلت لكم إن أمامكم خيارًا. إما الدخول في مفاوضات الآن أو بعد الانتخابات. ولكن سيكون الاتفاق أكثر صعوبة بعد الانتخابات”.
وفي منتصف سبتمبر الجاري،أعرب ترمب عن ثقته في أن إيران ستدخل في اتفاق سياسي مع الولايات المتحدة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لأنهم يأملون في التوصل إلى اتفاق أفضل مع جو بايدن، حال فوز المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، الذي يبدو موقفه من إيران غير واضح، إذ سبق وقال “هناك طريقة ذكية للضغط علی إيران وأنه من خلال العودة إلى الاتفاق النووي، يمكن للولايات المتحدة أن تمهد الطريق لمزيد من المفاوضات مع إيران”.
وتريد إدارة ترمب التي انسحبت من الاتفاق النووي في مايو 2018، صفقة جديدة مع إيران تشمل برنامج الصواريخ الباليستية بالإضافة إلى أنشطة النظام الإيراني الإقليمية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
إلى ذلك، أكد المبعوث الأمريكي الخاص لإيران وفنزويلا، إليوت أبرامز، أن النظام الإيراني يواجه أزمات اقتصادية وسياسية متفاقمة وغير مسبوقة، وأن الاقتصاد في حالة من الفوضى بسبب العقوبات الأمريكية، مما أثر على دعم تمويل الميليشيات الموالية لطهران، التي تشهد أنشطتها الإرهابية تراجعا وباتت تطبق برامج تقشف. وقال أبرامز إن جهودنا لتعطيل قدرة النظام الإيراني على تنفيذ أجندته الخبيثة لاقت نجاحًا حقيقيًا، بكل المقاييس.. النظام الإيراني اليوم أضعف مما كان عليه عندما تولى الرئيس ترمب منصبه، وعرض أبرامز إحصاءات من صندوق النقد الدولي تعكس الأزمة الاقتصادية الإيرانية، قائلا: “عانت إيران سنوات متتالية من خسارة الناتج المحلي الإجمالي، مع انكماش الاقتصاد بنسبة 5.5% في 2018 و 7.6% في 2019. وتشير التوقعات لعام 2020 إلى أن الاتجاه سيستمر: فمن المرجح أن تخسر إيران 6% أخرى من اقتصادها”.
وتشير المقاييس الاقتصادية الأخرى إلى أن طهران في ضائقة شديدة. ويبلغ عجز الميزانية الإيرانية 26% من إجمالي الناتج المحلي المتقلص بالفعل، ونتيجة للعقوبات الصارمة المفروضة على تصدير النفط، خسرت إيران 90% من عائدات تصدير النفط، التي يبلغ مجموعها حوالي 70 مليار دولار.
وأشار أبرامز إلى تراجع الدعم الإيراني للمنظمات الإرهابية قائلًا: “نعتقد أن أرواح عدد لا يحصى من الإيرانيين والسوريين والعراقيين واليمنيين وغيرهم من المدنيين الأبرياء في مرمى النظام قد تم إنقاذها”، مضيفًا: “هذه الإدارة (إدارة ترمب) لن تتردد أبدا في حماية أمننا القومي ومنع إيران من تعريض العالم للخطر”. وفي سياق مخططات إيران للسيطرة على مفاصل الدولة العراقية عبر الميليشيات الولائية والانتخابات المشكوك في نزاهتها، هاجمت صحيفة “كيهان” التابعة لمكتب المرشد الإيراني خامنئي، في افتتاحيتها السبت، السيستاني، لطلبه من الأمم المتحدة الإشراف على الانتخابات القادمة في العراق،ويأتي هذا الهجوم في سياق استياء النظام الإيراني المتزايد من تطورات الوضع في العراق والحراك السياسي الذي أفضى إلى تشكيل حكومة جديدة مناهضة للميليشيات الموالية لطهران، وإعلان انتخابات مبكرة.