جدة – البلاد
تجري الاستعدادات لتنظيم مؤتمر مبادرة الاستثمار السعودي المعروف بـ “دافوس الصحراء” في محطته الرابعة خلال يناير القادم، كأكبر تجمع لقطاع الأعمال والجهات الحكومية في المنطقة، بعد أن تم تأجيله من أكتوبر بسبب طبيعة حركة السفر العالمية المتعلقة بالجائحة العالمية، وذلك بحسب منظمي المؤتمر عبر الحساب الرسمي. وتعد المبادرة إحدى أهم المؤتمرات العالمية وتحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حفظهما الله، كما نال مؤتمر “دافوس الصحراء شهرة واسعة، نتيجة نجاحه في استقطاب العديد من القادة وكبار المسؤولين في دول العالم، ورؤساء مجالس الإدارات وكبار المديرين التنفيذيين، ومستثمري قطاع الأعمال في الشركات العالمية. ويتخذ المؤتمر العاصمة الرياض مقراً لفعالياته السنوية، حيث يقوم عليه صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي نجح في انعقاده خلال ثلاث نسخ سابقة، وانطلقت الأولى في الفترة من 24 إلى 26 أكتوبر 2017، فيما كانت الدورة الثانية في 23 إلى 25 أكتوبر 2018. وأقيمت النسخة الثالثة من المبادرة نهاية أكتوبر الماضي.
وتهدف المبادرة بشكل رئيس وأساس على توفير منصة لحوار موضوعي يستهدف بحث توجهات الاستثمار العالمية الحالية على المدى الطويل بأكثر من 10 قطاعات وأنشطة اقتصادية (التعليم، التصنيع، الخدمات، الترفيه، تكنولوجيا المعلومات، الفضاء، المالية والأسهم الخاصة، النقل، وغيرها)، بحيث يكون الهدف الأساس هو استكشاف الفرص لتحقيق عائدات مستدامة طويلة المدى ذات أثر إيجابي ودائم. وتبنت المبادرة، في نسختها الثالثة، موضوع «ما هو مستقبل عالم الأعمال؟ حيث ركزت الفعالية على ثلاثة محاور رئيسة حينها: المحور الأول، مستقبل مستدام من خلال استكشاف نماذج جديدة للابتكار والاستثمار تسهم في تعزيز العوائد المالية وتدعم الاستدامة في جوانب الحياة. فيما غطى المحور الثاني التقنية لمصلحة الجميع عبر وضع السياسات التنظيمية والتجارية لتوجيه النمو المستقبلي في قطاع التقنية. والمحور الثالث يتمثل في المجتمع المتقدم من خلال تأسيس الأنظمة وتبني الثقافة التي تسهم في تشجيع أفضل الممارسات البشرية في عصر الآلات.
صفقات مليارية
وفق تقرير وزارة الاستثمار، تم إصدار 506 تراخيص استثمارية خلال النصف الأول من العام الحالي 2020 ، بعد تسجيل نمو للاستثمارات الأجنبية في المملكة للربع الأول بمقدار 20% ، مما يؤكد متانة البيئة الاستثمارية في المملكة وأمانها للمستثمر، بالرغم من الظرف الاستثنائي الذي يمر به العالم هذا العام، كما تؤكد البيانات الاقتصادية الإيجابية الثقة في قدرة الاقتصاد السعودي على التعافي من آثار جائحة فيروس كورونا، بالإضافة إلى بدء انتعاش الاستثمارات الأجنبية لتواصل الزخم الذي شهدناه خلال السنوات الماضية .
وشهدت النسخة الثالثة من دافوس الصحراء إنجاز 26 اتفاقية بقيمة إجمالية تقدر بأكثر من 20 مليار دولار، حيث شهدت منصة «استثمر في السعودية» توقيع اتفاقيتين، بين كل من شركة «تربل فايف» الأميركية و«الشركة العقارية السعودية»، بالإضافة إلى اتفاقية بين كل من شركة «سماءات» وشركة «سبرنكلر» الأميركية.
وتضمنت اتفاقية شركة «سماءات» وشركة «سبرنكلر» تعاوناً مشتركاً يتم بموجبه تبادل ونقل الخبرات بين الطرفين في مجالات إدارة منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ورفع كفاءة الظهور الرقمي للعملاء إضافة إلى تحسين تجارب العملاء في الخدمات الرقمية. وتضمنت الاتفاقية الثانية بين شركة «تربل فايف» و«الشركة العقارية السعودية» تعاوناً دولياً لإنشاء أكبر مركز تسوق ترفيهي متعدد النشاطات في مشروع الوديان بالرياض، حيث سيتضمن المشروع مراكز تسوق وحدائق مائية ومراكز ترفيهية ورياضية ومناطق ضيافة وغيرها من المراكز الأخرى متعددة الخدمات.
وسبق ذلك توقيع 24 اتفاقية جرت ضمن فعاليات المبادرة ، تضمنت عدداً من النشاطات الاستثمارية في مختلف القطاعات الاستراتيجية، من أبرزها قطاع الطاقة والمياه، إضافة إلى قطاع الدواء والخدمات اللوجيستية والبتروكيماويات والتقنية وريادة الأعمال والابتكار. وقبل ذلك شهدت الدورة الثانية من المبادرة في 2018م إعلان اتفاقيات تجاوزت قيمتها 60 مليار دولار (225 مليار ريال)، حيث تضمنت هذه الاتفاقيات استثمارات رئيسة في مختلف القطاعات، بما في ذلك مشاريع الطاقة، والإسكان، والصحة، وتقنية المعلومات، والاتصالات. وجذبت مبادرة مستقبل الاستثمار في نفس العام أكثر من 3500 مشارك قدِموا من 88 دولة، وشارك بها أيضاً ثمانية من رؤساء الدول، وأكثر من 20 وزيراً دولياً، إضافة إلى ذلك، بلغت متابعة المبادرة أكثر من 2,6 مليون مشاهد أثناء البث المباشر للمؤتمر. ويؤكد الخبراء المشاركون والمتابعون من أنحاء العالم أهمية الفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة والحوافز الواسعة التي توفرها مبادرة “استثمر في السعودية” وفي ظل دعم وتسهيلات كبيرة من وزارة الاستثمار.
